أأبى مسألة الاحتفال بذكرى احتلال،

[ltr]بسم الله الرحمن الرحيم
[/ltr]

اخى العزيز الغالى الدكتور جمال الاحمر

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أما بعد ،

اشكرك على سرعة الرد والاهتمام المتواصل ودعنى ان اختلف معك فى هذه المسألة ، وأقول لك مثلما تقول انت دوماً ، أن الاختلاف فى الرأى لايفسد للود قضية خصوصا فيما بين المتحابين فى الله ،

فأنا شخصيا أأبى مسألة الاحتفال بذكرى احتلال، اى احتلال ، فى اى مكان ، فلا اعرف على مر التاريخ انه يُستحب ان يَحتفل شخص او جماعة بذكرى انهزمهم !!

فمن المعروف أن المرء يحتفل بذكرى انتصاره ، ليعلم من حوله من الحاضرين والغائبين والقادمين فى المستقبل أن هناك انتصارٌ حدث ، والانتصار هو فى حد ذاته مفخرة وإعزاز يعتز به ويفتخر أصحابه .

اما فى مسألتنا نحن ، اقصد مسألة الاندلس ، فالأجدر بنا ان نحتفل فقط بذكرى الفتح ، ذكرى الفتح فقط ، ولنترك الاسبانيين يحتفلون بذكرى انتصارهم كما يشاؤون ، وليس لنا ان نحتفل مثلهم وفى نفس اليوم ونحن المنهزمون ، فما سمعت ولا رأيت بشراً يحتفل بذكرى انهزامه حيا كان أو ميتاً !!!

أخى الكريم أعلم يقينا أن ما حدث فى ملحمة السقوط المر ، لا تخفى اسبابه على شخص مثلكم ، فقد خربنا بيوتنا بأيدينا وايدى الكافرين ، بعد ان سلمنا الاجداد الاوائل ملكا عظيما جادوا فى سبيله بأرواحهم رخيصة من اجل نشر كلمة التوحيد فى الربوع كلها حتى بلغت جيوش الاسلام مشارف حاضرة بلاد الغال ،

وكان من الاكرم والاجدر بالاحفاد ان يكرسوا جهودهم لتمديد هذا الملك العظيم وتوسيعه لا تقليصه وتقليله ، ذلك لانهم تركوا منهج الاجداد وسنة خير العباد ، وركنوا الى قرض الشعر وتقريب الشعراء ، بدلا من تقريب الصالحين واهل التقى والنقاء !!

ركنوا الى القنانى وسماع الاغانى من افواه المايعات والغوانى ، ونسوا ذكر القبور وركنوا الى رفاهة القصور، وتزوجوا من الشقراوات اللواتى كن فى غالبيتهن اعوانا لاهاليهم واقربائهم من الكافرين وجواسيسا لهم وللكنيسة ، ومالوا الى الدنيا وزينتها ، ورضوا بالهين من الأمور!!

ونسوا أن الله ينصر الكافر المُجِدّ على المسلم المتهاون بينما الاثنان فى الغى والبغى متساويان، ولله الحكمة البالغة .

ركنوا الى اعدائهم ووالوهم وعاهدوهم على قتال اخوانهم المسلمين من اجل دنيا يصيبونها أو قطعة ارض يضمونها أو أموال يكدِّسونها او غوانى ينكحونها ، ونسوا ان الله لكل الشاردين عن حظيرة الايمان بالمرصاد وهو الذى دائما وابداً يحب الجد واهلة ويكره الهزل واهله ولا حول ولا قوة الا بالله.

انغمسوا فى الملذات وغاصوا فى بطون الشهوات ونسوا الركعات والصلوات والتهجدات فى اجواف الليالى فاسترد الله ودائعه كلها من اياديهم وأعطاها لمن هم أحقر منهم وادنى وأبغض منهم وأشقى كى يعتبر أولى الآبصار.

ألم يقل الحق تبارك وتعالى والذى لم ولن يغير سنته أبدا يوم ان تمادى اليهود فى المدينة النبوية فى غيهم ش: ( هو الذى أخرج الذين كفروا من اهل الكتاب من ديارهم لأول الحشر ، ما ظننتم ان يخرجوا ، وظنوا انهم مانعتهم حصونهم من الله فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا وقذف فى قلوبهم الرعب ، الى ان قال فاعتبروا يا اولى الابصار.

إن الله تبارك وتعالى كل يوم فى شأن ، يرفع اقواما ويخفض آخرين ، من اجل تلك الكلمة الشريفة ( فاعتبروا يا اولى الابصار) صدق الله العظيم .

والان وقد جاوز المسلمون الاربعمائة عام على انتزاع الله لملك الاندلس من بين ايديهم فهل اعتبرنا اخى الكريم ؟

والله الذى لا إله الا هو ما اعتبرنا ولا حركنا ساكنا ، بل ازددنا سوءا ودليل ذلك ، الحال المزرى الذى تعيشه الامة الاسلامية وبخاصة الامة العربية الاسلامية من شتات فى اوطانها وبايدى ابنائها ولا حول ولا قوة الا بالله .

قال حضرة النبى صلى الله عليه وسلم لاصحابه عندما رؤا احد الصحابة قادما بخراج اليمن واظنه الصحابى الجليل ابو عبيدة ، فصلى صلوات الله وسلامه عليه الفجر فى مسجده ثم خرج فاستوقفه الناس فعلم ما فى نفوسهم فتبسم وقال لعلكم علمتم بما جاء به أبو عبيدة ؟ وقسَّم عليهم الخراج وقال كلمته الشهيرة التى ستظل منهاجا لمن اراد أن ينجح فى هذه الدنيا الفانية : ( والله ما الفقر اخشى عليكم ولكنى اخشى عليكم ان تنافسوا الدنيا كما تنافسها الذين من قبلكم فتهلككم كما اهلكتهم ) او كما قال صلى الله عليه وسلم .

دعنا اخى الكريم الغالى أن لا ننشر بين الناس دعوى البكاء على اللبن المسكوب ، فهذه دعوة اعدائنا ، ولكن لنترك ذكرى الانهزام خلفنا بمرارتها وذكراها الاليمة وليفرح بها الذين يفرحون بزينة الحياة الدنيا بانتصار مع كفر ولنفرح نحن بانهزام مع بقاء إيمان ، فليس خسران الملك بخسارة ولكن الخسارة هى خسارة الدين، فقد باع الاسبان الدين بالدنيا واشتروا العذاب بالمغفرة.

فلنترك الاسبان يحتفلون بيوم اطفاوا بايديهم وجهلهم شعلة الايمان ونور اليقين من أرضهم واستبدلوا به ظلمات الكفر والبغى والطغيان وما الله بغافل عما يعملون، إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الابصار مهطعين مقنعى رؤسهم لايرتد اليهم طرفهم وافئدتهم هواء.

ولسوف يسأل الله تبارك وتعالى المقصرين فى حق الاندلس الذين تعاونوا مع اهل الكفر وتهاونوا بملك ملكه الله تبارك وتعالى لهم ثم نزعه منهم حين اصبحو غير مؤهلين إيمانيا بتملكه وإدارته بحسب مراد الله تبارك وتعالى .

هذه كلمة حق اقولها لاخ أحسب أنه ملىء القلب بنور الايمان ولست اقولها فى وجه سلطان جائر يتذمر منها ويسخط بسببها.

اخى العزيز الغالى ..

إن أهل الاندلس اليوم مسلميهم ومسيحييهم هم فى أمس الحاجة فى ظل الغى والبغى وظلام الخطيئة وثقلان الذنوب الى من يأخذ بأيديهم الى طريق الهدى والرشاد بالكلمة الطيبة والعقيدة الوسطية السمحة ، وليس بالشد والجذب والتهديد والوعيد والتعالى حتى يفتح الله لدينه قلوب الناس اجمعين .

لنكرس جهودنا أخى الكريم للاحتفال بذكرى انتصارنا العظيم وليس بذكرى انهزامنا المخزى !!

لنكرس جهودنا أخى الكريم للاحتفال بذكرى انتصارنا العظيم يوم أن دخلت القوات المسلحة الاسلامية الباسلة تكتسح امامها جحافل القوط مثلما تكتسح السيول أكوام الطين من فوق جبل شاهق. يوم فر القوط وملكهم رودريجو الاخير لا يجدون لهم مكانا للفرار ، يوم علت كلمة الله اكبر معلنة التوحيد لاول مرة فوق ارض شبه الجزيرة الايبيرية ، لتحرر اهلها من براثن الكفر والطغيان. يوم فر طاغيتهم لا يجد لقدميه موضعا ولا لجسدة ملجئاً ، ولم يعرف له قرارا حتى يومنا هذا وطواه التاريخ ونساه الزمن.

دعنا نفتخر اخى الكريم باليوم الذى راحت فيه مدن الاندلس ترتعد وهى تهوى ساقطة فى ايدى ابطال التوحيد بعد ان زلزلتهم صيحة الله أكبر .

دعنا اخى الكريم نكرس جهودنا للاحتفال بالنور الباهر الذى هبط على أرض شبه جزيرة ايبريا يوم أن دخلها الفاتحون ناشرين اخلاق الاسلام السامية ومبادئه الشريفة وتعاليمه السمحة التى وجب علينا دينيا واخلاقيا ان ننشرها اليوم قبل الغد فى ربوع اوروبا بالكلمة الطيبة والخلق الحسن.

دعنا اخى الكريم نحتفل بيوم ان اصبحت فيه قرطبة وغرناطة وإشبيلية وغيرها منارات للعلم والايمان يحج اليها طلاب البسيطة من كل فج لينهلوا من منابعها العذبة وادابها الرفيعة .

دعنا اخى الكريم نكرس جهودنا فى مثل تلك المناسبات لنشرالاسلامية السمحة

فى ربوع اوروبا بادئين بشبه جزيرة ايبريا الت اصبحت اليوم وأكثر من اى وقت مضى فى مسيس الحاجة الى معرفة الاسلام الصحيح الوسطى السمح من أجل ان نمحو من الأذهان سموم الكراهية التى ما فتات الكنيسة الآوروبية وعلى راسها الكنيسة الاسبانية بثها فى نفوس الناس على مدى قرون طويلة مضت ومنذ وقت ا لسقوط المر من أجل ان تنشىء فيما بين الاسلام وراغبيه سورا منيعا صعب الاختراق . هذا السور علينا نحن كسره وتحطيمه بالكلم الطيبة، بتوضيح حقيقة الاسلام الصحيح وبالاخذ بأيادى أهل اسبانيا وأوروبا قاطبة الى طريق الرشاد وإبعادهم عن طريق الغى والفساد.

أخى الكريم اقول قولى هذا ابتغاء رضوان الله واستغفر الله لى ولك وأسأله

سبحانه وتعالى دوام التوفيق والسداد والهداية والرشاد والعمل فى طريق نصح

العباد انه سميع مجيب والصلاة والسلام على خير خلق الله اجمعين والله وحد

من وراء القصد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

***************

عتاب الأستاذ صلاح بشأن قلة الموضوعات المتعلقة بالدكتور علي المنتصر الكتاني، نقلناها إلى منتدى الدكتور الكتاني

http://andalous.dbzworld.org/t1725-topic

الأحد	الإثنين	الثلاثاء	الأربعاء	الخميس	الجمعة	السبت
			1	2	3	4
5	6	7	8	9	10	11
12	13	14	15	16	17	18
19	20	21	22	23	24	25
26	27	28	29	30	31

أأبى مسألة الاحتفال بذكرى احتلال،

أأبى مسألة الاحتفال بذكرى احتلال،

رد: أأبى مسألة الاحتفال بذكرى احتلال،