كيف نختار مراجعنا في تاريخ الأندلس؟ نقد المصادر والمراجع ...

كيف نختار مراجعنا في تاريخ الأندلس؟
نقد المصادر والمراجع

توجد عناوين لا بأس بها، عربية وغربية وأسبانية بالدرجة الأولى، كتبت عن تاريخ الأندلس.

1- عناوين عربية كثيرة موجودة في الساحة، وكثير منها مجهودات أصيلة طيبة، لكن الاستسلام لكل معطياتها الآن يوقعنا في كثير من الأخطاء، نظرا لغياب منهج نقدي واضح، حتى لا نقول صارم، في مجال الدراسات الأندلسية.

2- هناك مجهودات أسبانية نزيهة وغنية لكنها لم تترجم إلى حد الساعة، ولا أدري ماذا يفعل المترجمون العرب في مجال الأسبانية؟!
وفي هذا المجال نثني على مجهودات صديقنا وأخينا د. حمال عبد الرحمن (المصري)، وصديقنا د. محمد الجعيد (الفلسطيني) في الترجمة الأسبانية العربية وغيرها التي أثرت المكتبة العربية.

3- هناك دراسات غربية أخرى نزيهة لكن نادرا ما نجد إليها إشارة في المراجع العربية، وهي مخفية عن أعين المترجمين.

4- لا بد لنا من ثورة علمية أندلسية جديدة في هذا المجال، مما يتطلب منا جيشا كاملا من الدارسين المسلحين بعتاد علمي رصين.

- قليل من العرب حالفهم التوفيق في كتاباتهم، إذ؛

1- إذ طغى علي بعضهم السرد، ومحاولة تكميل قطع الفسيفساء التاريخية الناقصة، مما أضر بالحقيقة، وجعل من كتاباتهم مسلسلات تلفازية متكاملة الحلقات، على الرغم من أن المجهول والناقص من تاريخ الأندلس كثير، وخاصة قبيل السقوط وبعده.

2- اكتفاء بعضهم بما في أيديهم من مصادر عربية.

3- استسلام بعضهم لروايات العدو على حساب الحقيقة الغائبة عن بني دينهم وجلدتهم.

4- ميل بعضهم إلى الكتابة السياحية التي تعتمد على الصور، وتغفل في الغالب عن الحقيقة. ونذكر لذلك مثلا في كتابة د. طارق السويدان، سامحه الله، التي لا ترقى إلى مستواه العلمي.

5- قصور بعضهم عن التحليل في دراسة الأسباب والنتائج، والربط بين الأهداف والغايات، والجمع بين الواقع والمأمول، ومراعاة تأرجح ميزان المصالح والمفاسد.

6- شمل هذا القصور مجال التحليل السياسي.

7- مثلما شمل هذا القصور مجال التحليل العسكري.

8- وطغى هذا القصور على بقية جوانب التحليل في المجالات: الاقتصادية، والاجتماعية، والدينية، والنفسية، والثقافية والعرقية والإناسية وغيرها. ونذكر لذلك مثالا في الإبداع التاريخي والأدبي الذي جاء به المقري في كتابه (نفح الطيب في غصن الأندلس الرطيب) الذي خانه فراغ علمي وتطبيقي في المجال السياسي والعسكري، فضلا عن أنه كتب عن أحداث لم يرها ولم يجد فيها مرجعا إلا السماع المتأخر بقرنين تقريبا.

- تبقى في النهاية ملاحظة هي الاعتماد على كتب التاريخ الأندلسي بحذر، فإن حانت فكرة نقدية فلا بد من الإسراع بطرحها ومناقشتها مع أهل العلم.

- وفي النهاية يبقى تحسين صورة الأندلس هو مطلبنا المعاصر في كل ما نكتب للأجيال المتعطشة إلى معرفة ماضيها الحضاري في الأندلس، ومبشرات مستقبلها في فردوسنا المفقود والموعود، إذ مرت قرون على العرب وهم لا يذكرون من الأندلس إلا مثالبها تقريبا ...

والله أعلم

الأحد	الإثنين	الثلاثاء	الأربعاء	الخميس	الجمعة	السبت
	1	2	3	4	5	6
7	8	9	10	11	12	13
14	15	16	17	18	19	20
21	22	23	24	25	26	27
28	29	30