البحث عن الحقيقة، من خلال الوثيقة، في تاريخ الأندلس، بقلم: ابن الأحمر

لا يختلف اثنان في أن الباحث المنصف لا بد أن يبحث عن حقيقة، لا أن يخترعها أو يرثها ثم يحاول أن يجد مسوغات لها حسبما قرره قبليا. وقصة نبي الله داوود عليه السلام مع مُتسوّري الحائط لا زالت ماثلة وشاهدة على التعليم بالخطأ. ولا ينتطح عنزان في أن الوثائق هي حجة البحث التاريخي. ومن اليقيني أن الأندلس ليست قطعة من الجنة الغيبية، وأن كل شيء في هذه الدنيا غير كامل بما فيها تاريخ الأندلس، وجغرافيتها وعلومها وحضارتها ... 

1- إن الأوربيين ليسوا قدوة في الكتابة العلمية، خاصة في العلوم الإنسانية، وأنا مختص في (فلسفة العلوم) و(فلسفة العلوم الإنسانية) أحاضر فيهما منذ عدة سنوات، ولي في ذلك بعض المؤلفات المتواضعة، وأقرأ فيها بعدة لغات ...
إنهم لا زالوا يقدسون اليونان، ففلسفتُها الشركية منتشرة في كل مكان، ولن تجد لها نقدا جادا في لسان غير سامي.
ونمط اليونان التمدني لا زال هو السائد عند الروم الأوربيين والروم الأمريكان سواء أكانوا فرنجة أم غير ذلك.
وأصنام اليونان المُرَوْمَنة لا زالت تهيمن على المدارس الفنية والرسمية والنحتية إلى اليوم في كل مكان بلغه بني الروم.

2- كثير من الباحثين لا يطعنون في صدقية الوثيقة حتى أنهم يكادون أن يقولوا إن الوثائق قرآن منزل.
فهل كُتبت تلك الوثائق في حينها؟
وما شخصية كاتبيها؟
هل الكاتب المجهول يترك الوثيقة في مستواها الصدقي؟
هل كتبها ملائكة؟ 
هل الوثائق التي يحتفظ بها العدو شاهدة على عدوه ثابتة المصداقية؟ 
هل التاريخ يكتبه المنهزمون؟؟؟؟؟؟؟؟؟

3- إن التفوق الأندلسي سيتمحص معدنه وسيزداد لمعانا كلما نقدناه...

4- إننا أمة لا تخاف البحث عن الحقيقة ، بل تطلبها بأعلى مستوياتها، ولذلك قال الله تعالى: {إن يتبعون إلا الظن وإن الظن لا يغني من الحق شيئا} ...

5- إن الحقيقة المطلقة، ومنها الحقيقة التاريخية، لا يعلمها إلا الله، ولذلك يحرص أهل العلم على توكيد قوله تعالى: {وفوق كل ذي علم عليم}، وفي آخر بحوثهم يقولون دائما {الله أعلم} ... والله أعلم.

هذا الكلام أوجهه لنفسي ولكل أخ قارئ ولكل من يبحث عن الحقيقة ...