خايمي ماتوت رحمه الله
3 مشترك
منظمة الشعب الأندلسي العالمية World Organization of Andalusian People :: الأندلسيون في شتاتهم بأوربا MORISCOS IN EUROPE - MORISQUES EN EUROPE - MORISCOS EN EUROPA :: الأندلسيون في شتاتهم داخل أسبانيا المعاصرة - Moriscos in Spain today - Moriscos en la España de hoy - Morisques en Espagne d'aujourd'hui
صفحة 1 من اصل 1
خايمي ماتوت رحمه الله
قضية خايمي ماتوت رحمه الله...
بسم الله الرحمان الرحيم. و الصلاة و السلام على محمد و على آله و صحبه أجمعين.
عجيب ما ابتكرته محكمة التفتيش الإسبانية ''المقدسة'' للإيقاع ب''أعداء العقيدة الكاثوليكية'' من أصحاب ''المذاهب الهدّامة '' التي أرادت ضرب ''وحدة إسبانيا الدينية'' و ''تهديد أمنها القومي''. ف''المسلم'' صديق الترك و المغاربة, و ''اليهودي'' الوباء المستشري في المجتمع و ''البروتستانتي-اللوثري'' المدعوم من قبل فرنسا, هي سرطانات فتاكة في الجسد الإسباني وجب القضاء عليها قبل أن تودي بهذا الجسد الذي تعب من أجل سلامته إيزابيلا و فرناندو الكاثوليكيين –جعل الله مرقدهما حفرة من حفر النار-: ألم يطرد هذان الملكان اليهود سنة 1492؟ ألم يُسقطا آخر معقل إسلامي بالجزيرة الأيبيرية؟ ألم يستدعيا الكاردينال –الطاغية- ثينيروس Cisneros ليُنصّر المسلمين الغرناطيين؟
لكن كيف السبيل للتعرف على هذه ''الأورام'' في مهدها حيث يكون القضاء عليها سهلا نسبيا؟ جواب أجابت عنه ببشاعة محكمة التفتيش, جواب سهل و تنفيذه أسهل منه, بل هو حل ''اقتصادي'' لا يُكلّف الكثير و مُريح للمفتشين: كي نُحيط علماَ بأعداء ''الأمة الإسبانية'', على أبناء هذا البلد من النصارى المخلصين أن يتحولوا إلى جيش من الوشاة النمامين, جيش مخابراتي لا تقهره ''تقية المسلمين'' و لا الغدر الذي قد تخفيه صدور اليهود.
فعلى الجندي النمام ألا يأكل الطعام حتى يسأل عن جاره المورسكي (المسلم سابقا) أو المُتحوّل (converso) (اليهودي سابقا) بأي كيفية أكل طعامه : هل حرص على الأكل باليمين؟ هل حرص على تجنب أكل لحم الخنزير؟ هل أكل جالسا على الأرض كما يفعل ''المورو''؟ هل رتّل كلاما قبل الأكل؟ كيف حاله مع الخمر؟ هل يصوم الكارسما ,رمضان أم يوم الغفران اليهودي؟
كما عليه و هو يهرش جسده, لاعنا القذارة و من سنّها, أن يتساءل : تُرى هل يغسل جاري المورسكي جسده؟ تُرى هل يغسل يده قبل الأكل؟ تُرى هل يتنظف بعد "قضاء حاجته في الخلاء''؟ تُرى هل يملك الصابون؟...
لقد كان على الجندي أن يطرح ألف سؤال و سؤال ثم يجيب عنها متجسسا على جاره ليحمل ملفا كاملا عنه إلى المفتشين الذين يستدعون المُتهم أو يأتون به إلى حضرتهم كي ''يشقوا'' عن فؤاده ليتحققوا أ نصراني هو حقا أم كذاب, منافق, مرتد. لقد كان للمفتشين هذه السلطة ''التقديرية'' التي وهبها لهم البابا عطاءا من عند يسوعهم –زعموا و العياذ بالله-.
لقد تحوّلت حياة المورسكي إلى جحيم لا تكف فيه أعين الوشاة عن مراقبته أينما حل و ارتحل, فأي كلمة طائشة قد تقوده إلى المحرقة, و أدنى حركة , حتى من غير قصد اتجاه مقدسات النصارى, قد تُحوّله إلى مجرد رقم في لائحة ضحايا ''النصرانية''.
هكذا صار لسان حال المورسكيين : أين المفر؟
لقد عملوا رحمهم الله كل ما في وسعهم لتجنب المكوث في المنازل و الأحياء حتى يبتعدوا و لو قليلا عن العين النمامة, فاشتغلت طائفة غير قليلة منهم بمهن تعتمد على كثرة التنقل كمهنة نقل البضائع و الأشخاص بواسطة البغال (البغالون). لكن حتى هؤلاء لم يسلموا حيث التقطتهم ''عدسات كاميرا التجسس'' و هم يقومون بأفعال مخالفة للعقيدة ''الكاثوليكية'', كحال أخينا خايمي ماتوت رحمه الله و جعل الجنة مثواه.
كانت عادة البغالين في إسبانيا أن يتناولوا طعام الإفطار الصباحي بعد الانتهاء من حزم الأمتعة و ترتيبها فوق ظهور الأنعام. البغال خايمي ماتوت ابن بلدة سيغوربي لم يخرج عن هذه القاعدة إلا مرة واحدة كانت كافية لإرساله إلى محرقة محكمة التفتيش.
كان الشهر رمضان, و خايمي حرص على صيامه رغم أن طبيعة مهنته جعلته وسط غابة من الأعين النمامة, سواء أعين الركاب النصارى أو رفاقه في المهنة. ذات ليلة غفا خايمي فلم يستيقظ إلا وقد اقترب الفجر و دنا وقت خروج القافلة, فسارع إلى حزم الأمتعة لكن, لضيق الوقت, تولى و عاد مسرعا ليتناول طعام السحور فبل أن يتبين الخيط الأبيض من الأسود من الفجر. هذا التصرف أثار حفيظة النصارى الذين لم يتوانوا في إبلاغ السلطات عن هذه المخالفة المريبة. (1). فاعتُقِل خايمي و حُقِّق معه, و في سنة 1579م أحرقت محكمة التفتيش بكوينكا الشهيد –بإذن الله- خايمي ماتوت. (2)
صورة لبلدة سيغوربي
الهوامش:
1-أرشيف أسقفية كوينكاleg 274 n° 3787.
بسم الله الرحمان الرحيم. و الصلاة و السلام على محمد و على آله و صحبه أجمعين.
عجيب ما ابتكرته محكمة التفتيش الإسبانية ''المقدسة'' للإيقاع ب''أعداء العقيدة الكاثوليكية'' من أصحاب ''المذاهب الهدّامة '' التي أرادت ضرب ''وحدة إسبانيا الدينية'' و ''تهديد أمنها القومي''. ف''المسلم'' صديق الترك و المغاربة, و ''اليهودي'' الوباء المستشري في المجتمع و ''البروتستانتي-اللوثري'' المدعوم من قبل فرنسا, هي سرطانات فتاكة في الجسد الإسباني وجب القضاء عليها قبل أن تودي بهذا الجسد الذي تعب من أجل سلامته إيزابيلا و فرناندو الكاثوليكيين –جعل الله مرقدهما حفرة من حفر النار-: ألم يطرد هذان الملكان اليهود سنة 1492؟ ألم يُسقطا آخر معقل إسلامي بالجزيرة الأيبيرية؟ ألم يستدعيا الكاردينال –الطاغية- ثينيروس Cisneros ليُنصّر المسلمين الغرناطيين؟
لكن كيف السبيل للتعرف على هذه ''الأورام'' في مهدها حيث يكون القضاء عليها سهلا نسبيا؟ جواب أجابت عنه ببشاعة محكمة التفتيش, جواب سهل و تنفيذه أسهل منه, بل هو حل ''اقتصادي'' لا يُكلّف الكثير و مُريح للمفتشين: كي نُحيط علماَ بأعداء ''الأمة الإسبانية'', على أبناء هذا البلد من النصارى المخلصين أن يتحولوا إلى جيش من الوشاة النمامين, جيش مخابراتي لا تقهره ''تقية المسلمين'' و لا الغدر الذي قد تخفيه صدور اليهود.
فعلى الجندي النمام ألا يأكل الطعام حتى يسأل عن جاره المورسكي (المسلم سابقا) أو المُتحوّل (converso) (اليهودي سابقا) بأي كيفية أكل طعامه : هل حرص على الأكل باليمين؟ هل حرص على تجنب أكل لحم الخنزير؟ هل أكل جالسا على الأرض كما يفعل ''المورو''؟ هل رتّل كلاما قبل الأكل؟ كيف حاله مع الخمر؟ هل يصوم الكارسما ,رمضان أم يوم الغفران اليهودي؟
كما عليه و هو يهرش جسده, لاعنا القذارة و من سنّها, أن يتساءل : تُرى هل يغسل جاري المورسكي جسده؟ تُرى هل يغسل يده قبل الأكل؟ تُرى هل يتنظف بعد "قضاء حاجته في الخلاء''؟ تُرى هل يملك الصابون؟...
لقد كان على الجندي أن يطرح ألف سؤال و سؤال ثم يجيب عنها متجسسا على جاره ليحمل ملفا كاملا عنه إلى المفتشين الذين يستدعون المُتهم أو يأتون به إلى حضرتهم كي ''يشقوا'' عن فؤاده ليتحققوا أ نصراني هو حقا أم كذاب, منافق, مرتد. لقد كان للمفتشين هذه السلطة ''التقديرية'' التي وهبها لهم البابا عطاءا من عند يسوعهم –زعموا و العياذ بالله-.
لقد تحوّلت حياة المورسكي إلى جحيم لا تكف فيه أعين الوشاة عن مراقبته أينما حل و ارتحل, فأي كلمة طائشة قد تقوده إلى المحرقة, و أدنى حركة , حتى من غير قصد اتجاه مقدسات النصارى, قد تُحوّله إلى مجرد رقم في لائحة ضحايا ''النصرانية''.
هكذا صار لسان حال المورسكيين : أين المفر؟
لقد عملوا رحمهم الله كل ما في وسعهم لتجنب المكوث في المنازل و الأحياء حتى يبتعدوا و لو قليلا عن العين النمامة, فاشتغلت طائفة غير قليلة منهم بمهن تعتمد على كثرة التنقل كمهنة نقل البضائع و الأشخاص بواسطة البغال (البغالون). لكن حتى هؤلاء لم يسلموا حيث التقطتهم ''عدسات كاميرا التجسس'' و هم يقومون بأفعال مخالفة للعقيدة ''الكاثوليكية'', كحال أخينا خايمي ماتوت رحمه الله و جعل الجنة مثواه.
كانت عادة البغالين في إسبانيا أن يتناولوا طعام الإفطار الصباحي بعد الانتهاء من حزم الأمتعة و ترتيبها فوق ظهور الأنعام. البغال خايمي ماتوت ابن بلدة سيغوربي لم يخرج عن هذه القاعدة إلا مرة واحدة كانت كافية لإرساله إلى محرقة محكمة التفتيش.
كان الشهر رمضان, و خايمي حرص على صيامه رغم أن طبيعة مهنته جعلته وسط غابة من الأعين النمامة, سواء أعين الركاب النصارى أو رفاقه في المهنة. ذات ليلة غفا خايمي فلم يستيقظ إلا وقد اقترب الفجر و دنا وقت خروج القافلة, فسارع إلى حزم الأمتعة لكن, لضيق الوقت, تولى و عاد مسرعا ليتناول طعام السحور فبل أن يتبين الخيط الأبيض من الأسود من الفجر. هذا التصرف أثار حفيظة النصارى الذين لم يتوانوا في إبلاغ السلطات عن هذه المخالفة المريبة. (1). فاعتُقِل خايمي و حُقِّق معه, و في سنة 1579م أحرقت محكمة التفتيش بكوينكا الشهيد –بإذن الله- خايمي ماتوت. (2)
صورة لبلدة سيغوربي
الهوامش:
1-أرشيف أسقفية كوينكاleg 274 n° 3787.
2-من كتاب ''Quand on brulait les morisques’’'' للباحثة الفرنسية جان فيدال Jeanne Vidal. الصفحة 152.
كتبه هشام بن محمد زليم المغربي.
بارقة أمل الأندلس الحبيبة- مفكر وقائد في القضية الأندلسية المعاصرة
- الجنس :
تاريخ التسجيل : 03/11/2009
عدد المساهمات : 73
نقاط الشكر على الجدية الأندلسية : 25
نشاطه في منظمة ش الأندلسي ع : 155
أ. د. جمال بن عمار الأحمر- رئيس منظمة الشعب الأندلسي العالمية
- الجنس :
العمر : 64
تاريخ الميلاد : 22/02/1960
تاريخ التسجيل : 02/05/2009
عدد المساهمات : 2937
نقاط الشكر على الجدية الأندلسية : 3
نشاطه في منظمة ش الأندلسي ع : 4878
العمل/الترفيه : أستاذ جامعي. مؤسس في حركة إسلامية قوية في نهاية السبعينيات. وسياسي قديم. ومرشح برلماني سابق
رد: خايمي ماتوت رحمه الله
يقول الله تعالى (إن الكافرين كانوا لكم عدوًّا مبينا) و يقول الله عزَّ و جلَّ(و الذين كفروا بعضهم أولياء بعض إلاَّ تفعلوا تكن فتنة في الأرض و فساد كبير).
عبد العزيز الغزروي- مفكر وقائد في القضية الأندلسية المعاصرة
- الجنس :
تاريخ التسجيل : 12/05/2011
عدد المساهمات : 42
نقاط الشكر على الجدية الأندلسية : 17
نشاطه في منظمة ش الأندلسي ع : 76
مواضيع مماثلة
» الرئيس صدام حسين يشهد بأن ظلماً كبيراً لحق بالرجل (أبي عبد الله محمد الثاني عشر، الأحمر) رحمه الله
» موسى بن الغسان ....... فارس غرناطه رحمه الله ..
» السياسي الأندلسي (أبو بكر مِرينو)، رحمه الله، (1946م-2008م)، في 34 صورة
» موسى بن الغسان ....... فارس غرناطه رحمه الله ..
» السياسي الأندلسي (أبو بكر مِرينو)، رحمه الله، (1946م-2008م)، في 34 صورة
منظمة الشعب الأندلسي العالمية World Organization of Andalusian People :: الأندلسيون في شتاتهم بأوربا MORISCOS IN EUROPE - MORISQUES EN EUROPE - MORISCOS EN EUROPA :: الأندلسيون في شتاتهم داخل أسبانيا المعاصرة - Moriscos in Spain today - Moriscos en la España de hoy - Morisques en Espagne d'aujourd'hui
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الثلاثاء 27 فبراير 2024, 02:43 من طرف dlhtserv
» ألقاب عائلات أندلسية في الجزائر
الأحد 10 ديسمبر 2023, 00:07 من طرف غالمي أمينة
» لقب: خلـــيفة، بالشرق الجزائري
الجمعة 06 أكتوبر 2023, 23:06 من طرف أ. د. جمال بن عمار الأحمر
» مسرحية (ولادة)، علي عبد العظيم (نالت الجائزة الأولى للتأليف المسرحي من وزارة الشؤون الاجتماعية، بمصر)، 1948م
السبت 05 أغسطس 2023, 17:22 من طرف أ. د. جمال بن عمار الأحمر
» WSDOT BridgeLink v7.0.1.0 English 64-bit
الجمعة 19 مايو 2023, 14:52 من طرف dlhtserv
» UniSoft GS UniSettle v4.0.0.58 English 32-64-bit
الجمعة 19 مايو 2023, 14:50 من طرف dlhtserv
» UniSoft GS UniPile v5.0.0.60 English 32-64-bit
الجمعة 19 مايو 2023, 14:48 من طرف dlhtserv
» Leica MissionPro v12.9.0 Multilingual 64-bit
الجمعة 19 مايو 2023, 14:46 من طرف dlhtserv
» FlexSim Enterprise 2022.2.2.331 English 64-bit
الجمعة 19 مايو 2023, 14:43 من طرف dlhtserv