الأندلسيون في فرنسا

الأندلسيون في فرنسا

يرى [Gustave Lebon] "جوستاف لوبون" أن "انتصار شارل مارتل [Charles Martel] في معركة [Poitiers] (بواتييه) لم يكن له أهمية كبرى كما يزعم المؤرخون الغربيون، بل إن (مارتل) اخفق تماما في إجلاء العرب عن المدن التي فتحوها، بل تقهقر أمامهم تاركا لهم ما فتحوه".
ويضيف قائلا "وقد ثبتت إقامة العرب في (فرنسا) مدة تزيد عن قرنين بعد (شارل مارتل)، مما يؤكد أن النصر الذي احرزه لم يكن مهماً".
وقد بدأ تأسيس دواوين الحكومات على الطريقة العربية في مقاطعات (فرنسا الجنوبية) المتاخمة لحدود (الأندلس). ثم انتقلت النظم العربية الإدارية إلى بقية البلدان الأوروبية، وطعِّمت ببعض النظم المحلية.
كما قلد الأوروبيون العرب في إنشاء المجالس الشورية.
الدكتور علي حسني الخربوطلي: الإسلام في حوض البحر المتوسط، ص 49،152،154

ولم يكن بقاء العرب المسلمين في جنوب (فرنسا) لعدة قرون إلا ليترك أثره القوى والواضح في البلاد فقد ترك المسلمون أثرا عميقا في اللغة الفرنسية وفي الدم وذلك لاستقرار أناس كثيرين منهم بالقرب من المدن التي استولوا عليها.
وفي ذلك يقول أحد الباحثين الفرنسيين أنفسهم أن (الدم العربي) لا زال متغلبا في (جنوب فرنسا) ولا سيما في (برست) وغيرها من المدن، وفي (جبال الألب) (Les Alpes) وفي إقليم (الساف) (Save)، إذ نرى إلى اليوم أناسا سحنتهم عربية صرفة، ولهم لغة خاصة (Savoi)، ويسميهم أهل تلك الأرجاء بالشرقيين (Savoyards)، ولم يزل هؤلاء في عزلة عن الفرنسيين، ولا يتزوجون من غير جماعاتهم. ومن عاداتهم لا يقيمون المراقص في حفلاتهم، وتتحجب معظم نسائهم، وتحمل كثير من أسمائهم اسم (الله) ظاهراً كـ(عبد الله) و(فتح الله). وهم يحفظون أنسابهم، ويفتخرون بأنهم من سلالة العرب الفاتحين لهذه الأرجاء، والتي خضعت لنفوذ أجدادهم وسيطرتهم في عصر الإسلام الزاهر، في القارة الأوربية، إذ وضع العرب في الأراضي الفرنسية الخاضعة لنفوذهم نظاما إداريا لإدارة هذه النواحي.
ومن بين مدائن جنوبي فرنسا الجديرة بالذكر مدينة (مرسيليا) [Marseille] التي ألف فيها ريموند في سنة 1140م جداول الكواكب المؤسسة على زيجات (طليطلة).
وكذلك مدينة (تولوز) (Toulouse) التي أكمل فيها (هيرمان الدلماشي) في سنة 1143م ترجمة المجريطي لكتاب بطليموس في الفلك. وكذلك (ناربون) التي ترجم فيها ابراهام بن عزرا سنة 1160م شرح البيروني على جداول الخوارزمي.
وذكر المستشرق الفرنسي الثقة سيدي "أن اللهجات السائدة لولاية (أوفرن) وولاية (ليموزان) الفرنسيتين محشوة بالكلمات العربية، وأن أسماء الأعلام فيها ذات مسحة عربية".

الدكتور عز الدين فراج: فضل علماء المسلمين على الحضارة الأوروبية، ص 88
عبد الفتاح مقلد الغنيمي: الإسلام والثقافة العربية في أوروبا، ص 128

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
بل لا أستبعد ابدا أن حضارة الغرب لم يصنعها إلا الموريسكيون الذين هجِّروا من أرضهم الأندلس و حتى أمريكا لم تكن إلاَّ ثمرة من علمهم إذ كانوا من الأوائل الذين دخلوا امريكا مع كولومبس و لكن حقدهم على الإسلام و إعانة للصلبيين على طرد الموريسكيين أخفوا جهود الموريسكيين في بناء حضارتهم و ادعوها لأنفسهم و أنى لهم ذلك.فلنقرأ التاريخ و لنعتبر.