أصناف الكاتبين عن الأندلس في عصرنا

أهداف الكاتبين عن الأندلس في عصرنا

جمال بن عمار الأحمر

إن للذين يكتبون عن الأندلس عدة مذاهب:

1- جماعة ترى أن الأندلس تاريخ جميل انتهى كعصر الجاهلية:

1-1- المتخصصون في التاريخ الأندلسي: هؤلاء لا يهمهم من الأندلس سوى تأليف كتبهم أو إنجاز مذكرات تخرجهم بالليسانس/ البكالوريوس، أو إنجاز رسائل أكاديمية في مرحلتي الماجستير والدكتوراه. وعلى هذا لا يهمه الهدف من كتابته. تهمه كثرة المعلومات على حساب تنقيحها، والاستنتاج الشكلي، والاجتهاد التقليدي، حتى يعطي الموضوع حقه من التعمق الذي لا يبني مستقبلا لأمة. لا يهمه اعتماد أخبار السقوط من مؤرخين لم يشهدوا السقوط بل جاءوا بعده بقرن أو قرنين من الزمان. لا بأس عنده من الاعتماد على وثيقة تسليم غرناطة من مصادر أسبانية، ما دامت النسخة العربية ضائعة، ولا يهمه نقد ما جاء به. ومن أمثال هؤلاء المقري عابد القبور، في السابقين، ود. محمد عبد الله عنان ومن نهج نهجه في الاحقين.

1-2- المتخصصون في الأدب الأندلسي: مثل سابقيهم؛ لا يهمهم من الأندلس سوى تأليف كتبهم أو إنجاز مذكرات تخرجهم بالليسانس/ البكالوريوس، أو إنجاز رسائل أكاديمية في مرحلتي الماجستير والدكتوراه. وعلى هذا لا يهمه الهدف من كتابته. تهمه كثرة المعلومات على حساب تنقيحها، والاستنتاج الشكلي، والاجتهاد التقليدي، حتى يعطي الموضوع حقه من التعمق الذي لا يبني مستقبلا لأمة. والشعر الأندلسي عنده ليس سوى مثيلا للشعر الجاهلي، مضى وانتهى، ويمكن تقليده لصالح الأدب، دون واقع جغرافي معاصر. والأدب الأندلسي عنده نوع من المتعة الخمرية والنسوية والشهوية، التي تستهلك دون أثر سياسي واقعي معاصر.

1-3- المتخصصون في الموسيقى الأندلسية: لا يهمهم من الأندلس سوى موسيقاها، وكيف تطورت، وكيف يقلد مجالس موسيقاها وغنتئها ولهوها وطربها وخمورها. والأندلس عنده تساوي الموسيقى بحد ذاتها، لا أكثر ولا أقل.

2- جماعة تستعمل الأندلس كوسيلة لأمور أخرى:

2-1- الجبناء سياسيا: هم الساسة والعارضون والدعاة والحركيون الذين يجبنون عن انتقاد حكام بلادهم، فيقدمون دروسا ومحاضرات ثقافية وتاريحية عن الأندلس ويبدأون باستخراج الاستنتاجات السياسية والعبر والحكم الكثيرة تحذيرا لمواطنيهم وللمسلمين من الوقوع فيها. وبذلك ينتقد تاريخ الأندلس من خلال استخراج القمامات فقط التي تركها الأندلسيون لا كنوز حضارة الأندلس. ومن هنا يقدمون القصص والر وايات التاريخية الواهية والساقطة لأنهم تخدم أهداف محاضراتهم ودروسهم، ويتركون الروايات الصحيحة التي لا تحتوى على قمامة لأنها لا تخدم أهدافهم. متغافلين عن قضيتنا، دون أن يذكروها تماما ليستخرجوا منها عبرا.

2-2- التجار الجشعون في الوكالات السياحية: هؤلاء يستغلونها لكل ربح سياحي. وعلى هذا تجدهم في منتدياتهم لا ينشرون صورة ثابتة أو متحركة إلا إذا كانت تخدم الهدف السياحي. ولا يركزون على موضوع إلا لإثارة حماسة الزبائن لزيارة الأندلس. وتراهم يكتبون عن كل أسطورة أندلسية متغافلين عن كل قصة صحيحة تخدم هدفا واضحا لبناء الأمة. ولن يثيروا الحماس في الناس للأندلس إلا من باب الاستثمار السياحي فحسب. وهم في هذا يقلدون السياحة الأسبانية.

3- جماعة الأندلس المغربية:

3-1- المنتسبون للمرابطين المغاربة: تجد الواحد منهم لا يكتب مقالا عن الأندلس إلا ليبرهن أن أجداده (المرابطين) كانوا قد حكموها في يوم من الأيام. وينسون أن المرابطين موريطانيون، وأنهم لم يبقوا في الأندلس سوى 60 سنة تقريبا (1086-1147م). ولو كان حكمهم راسخ الأسس لطال. وبذلك لا يفكر هؤلاء المنتسبون إلى المرابطين في عودة الأندلس. القضية قضية فخر فقط.

3-2- المنتسبون للموحدين المغاربة: يفعلون الشيء نفسه لصالح أجدادهم (الموحدين). وينسون أن دعوة الزنادقة الذين يسمون أنفسهم موحدين قد انطلقت دعوتهم وحركتهم السرية ثم الجهرية من بجاية الجزائرية ثم تلمسان والغرب الجزائري. وامتد حكمهم إلى الأندلس، لكنه لم يدم سوى 50 سنة تقريبا. ولو كان حكمهم راسخ الأسس لطال. وعلى هذا فهم يشتركون في سب وشتم من يزعمون أنه ضيعها، على أساس أنهم هم لم يقدموا للأندلس في يوم من الأيام سوى لَبِنات البناء فقط. أي الأندلس مغربية مثل الأوائل. وبذلك لا يفكر في عودتها. القضية قضية فخر فقط.

3-3- المنتسبون للوطنية المغربية فقط: هؤلاء يكتبون عن الأندلس من باب التعويض عن القهر الذي وقعت فيه دولة المغرب حين ضيعت سبتة ومليلة. فهم ينتقدون الأسبان من باب التاريخ لا من باب الواقع، وقد يناصرون القضية الأندلسية من باب أن أسبانيا عدو مشترك لا من باب الإيمان بالقضية الأندلسية.

3-4- المهاجرون المغاربة في أسبانيا: يكتبون عن الأندلس كتعويض نفسي عن الغربة، لا أكثر ولا أقل.

4- المنتديات العربية الغافلة: بعض كاتبيها لهم محبة حقيقية للأندلس، لكنهم غافلون عن كل الواقع الأندلسي ماضيا وحاضرا، وليس لهم أي استشراف مستقبلي، فهم ينقلون كل ما جادت به المنتديات بلا تمييز؛ ولذلك تراهم يركزون على الصور ومقاطع الفيديو والأناشيد والأغاني والموسيقى الأندلسية. وفي بعض الأحيان ينقلون دروسهم عن تاريخ الأندلس.

قد يكون خير في كل هذه الاتجاهات القلمية والموقفية، لكن ليس هذا هو النوع الذي ننشده...بل نكتفي بالتعاون معه، دون الاصطدام به...أما فئات العاملين للأندلس: هؤلاء أصناف أخرى تحدثنا عن أفكارها، وطموحاتها، وأعمالها ومجهوداتها في باب القضية الأندلسية.

ماشاء الله
تحليل ممتاز جدا

- المنتديات العربية الغافلة: بعض كاتبيها لهم محبة حقيقية للأندلس، لكنهم غافلون عن كل الواقع الأندلسي ماضيا وحاضرا، وليس لهم أي استشراف مستقبلي، فهم ينقلون كل ما جادت به المنتديات بلا تمييز؛ ولذلك تراهم يركزون على الصور ومقاطع الفيديو والأناشيد والأغاني والموسيقى الأندلسية. وفي بعض الأحيان ينقلون دروسهم عن تاريخ الأندلس.

و أرى أن هذه الشريحة هي الأعرض و الأكثر .. هذا ما أراه .. فالأندلس تظل من الماضي المجيد و التاريخ التليد دون استشراف للغد سوى فتات من امنيات

/

شكر الله لك استاذي الكريم

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
بارك الله فيكم يا شيخ جمال و هنيئا لكم فقد احيا الله بكم روح الأندلس المسلمة التي أنسيناها و لا أقول نسيناها و لا أرى إلاَّ و الله سينجز وعده في الأندلس و يردها الى أهلها مادام الأمل قد احيي في أبنائها فبلوغه ليس بالمستحيل بإذن الله تعالى.
فهنيئا لكم هذا العمل الصالح و أسأل الله أن يتقبله منكم و يبلغكم فيما يرضيه أملكم.

جازاكم الله خيرا أخي عبد العزيز

أصناف الكاتبين عن الأندلس في عصرنا O_o_410

أصناف الكاتبين عن الأندلس في عصرنا Divider03-glitter

أصناف الكاتبين عن الأندلس في عصرنا 3927757628_bf1eae040d_z_large

أصناف الكاتبين عن الأندلس في عصرنا 98djespadi2

أصناف الكاتبين عن الأندلس في عصرنا Dainty_divider

تحليل مفيد ودقيق د.جمال ، بارك الله فيكم .
وبالنسبة لما تفضلتم به عن بعض المهتمين بالتاريخ الأندلسي الناقلين دون تصحيح وتنقيح ، هذا أمر ملحوظ جدا . لكن لو تكرمتم علينا بذكر بعض المصادر البديلة الدقيقة للتاريخ الأندلسي التي يمكن الاعتماد عليها سواء كانت كتبا أو ودراسات ؟

السلام عليكم
أخي العزيز سعد بن سعيد الغامدي
أشكر حضرتكم على جهودكم الطيبة في خدمة القضية الأندلسية، والتعريف بالمدن الأندلسية والأندلس، وتجميع جهود الشباب والصبر عليهم.
بشأن الكتابات النافعة في تاريخ الأندلس:
هناك عناوين لا بأس بها، عربية وغربية وأسبانية بالدرجة الأولى.
1- عناوين عربية كثيرة موجودة في الساحة، وكثير منها مجهودات أصيلة طيبة، لكن الاستسلام لكل معطياتها الآن يوقعنا في كثير من الأخطاء، نظرا لغياب منهج نقدي واضح، حتى لا نقول صارم، في مجال الدراسات الأندلسية.
2- هناك مجهودات أسبانية نزيهة وغنية لكنها لم تترجم إلى حد الساعة، ولا أدري ماذا يفعل المترجمون العرب في مجال الأسبانية؟!
3- هناك دراسات غربية أخرى نزيهة لكن نادرا ما نجد إليها إشارة في المراجع العربية، وهي مخفية عن أعين المترجمين.
4- لا بد لنا من ثورة علمية أندلسية جديدة في هذا المجال، مما يتطلب منا جيشا كاملا من الدارسين المسلحين بعتاد علمي رصين.
- قليل من العرب حالفهم التوفيق في كتاباتهم، إذ؛
1- إذ طغى علي بعضهم السرد، ومحاولة تكميل قطع الفسيفساء التاريخية الناقصة، مما أضر بالحقيقة.
2- اكتفاء بعضهم بما في أيديهم من مصادر عربية.
3- استسلام بعضهم لروايات العدو على حساب الحقيقة الغائبة عن بني دينهم وجلدتهم.
4- ميل بعضهم إلى الكتابة السياحية التي تعتمد على الصور، وتغفل في الغالب عن الحقيقة.
5- قصور بعضهم عن التحليل في دراسة الأسباب والنتائج، والربط بين الأهداف والغايات، والجمع بين الواقع والمأمول، ومراعاة تأرجح ميزان المصالح والمفاسد.
6- شمل هذا القصور مجال التحليل السياسي.
7- مثلما شمل هذا القصور مجال التحليل العسكري.
8- وطغى هذا القصور على بقية جوانب التحليل في المجالات: الاقتصادية، والاجتماعية، والدينية، والنفسية، والثقافية والعرقية والإناسية وغيرها.
- تبقى في النهاية ملاحظة هي الاعتماد على كتب التاريخ الأندلسي بحذر، فإن حانت فكرة نقدية فلا بد من الإسراع بطرحها ومناقشتها مع أهل العلم. وفي النهاية يبقى تحسين صورة الأندلس هو مطلبنا في كل ما نكتب للأجيال المتعطشة إلى معرفة ماضيها الحضاري في الأندلس، ومبشرات مستقبلها في فردوسنا المفقود والموعود ...
سلامي لمحبي الأندلس من أهل مكة الكرام...

وقد فصلت القول في هذا الرابط، وسوف أضيف إليه تباعا ما يعن لي من أفكار وخواطر وأمثلة. وأسأل الله تعالى لي ولكم، وللقارئ الطريم كل التوفيق ...
http://andalous.dbzworld.org/t1308-topic#2737

الأمل معلق بكم يا دكتور جمال ، وأتمنى لو فكرتم في مشروع دورات علمية تتضمن مدخل للتاريخ الأندلسي والتعامل مع مصادره ، وكذلك الواجب تجاه القضية الأندلسية المعاصرة .
ويمكن أن تقدم هذه الدورات عن طريق شبكة الانترنت لتعميم الاستفادة .
ولعل هذا يرفع شيئا من الجهل بقضايا الأندلسيين في الشتات ، هذه القضية التي تكاد تكون مجهولة تماما عند المشارقة .
سدد الله خطاكم وبارك في جهودكم ، ودعائي لكم بالتوفيق من الحرم الشريف

جازاكم الله خيرا أخي الكريم الأستاذ سعد،
سأسعى إن شاء الله إلى تلبية مطلبكم في أول فرصة سانحة إن شاء الله.
سأحاول أن تكون في تسجيلات مرئية أبثها في الشابكة.
وأسأل الله تعالى أن تكون قريبا، فإنها أمنية عزيزة غالبني عليها قلة الوقت وكثرة الأشغال والانشغال.
دعاؤكم يا أخي العزيز...