ريكــــــــــــــــــــو - قصة قصيرة لصلاح ابوشنب

ريكـــو

(قصة مترجمة من الدورية الطبية الإسبانية)
ترجمة صلاح ابوشنب بتصرف

نظر الطفل ريكاردو الذى لم يتجاوز عامه السابع وهو جالس فوق سريره الأبيض فى المستشفى التخصصى الى الطبيب فرناندث فوجده واجما مُطأطأ الرأس وقد قبضت يداهُ على حافةِ السرير فقال بفطنته المعهودة : هل ظهرت نتيجة التحاليل سلبية مثل كل مرة يا دكتور.؟

هز الطبيبُ رأسَه بالإيجاب ...

قال الطفلُ : وماذا قررتم .؟

الطبيبُ : أنت تعلم يا ريكاردو بأننا منذ سبع سنوات وحتى صباح هذا اليوم لم ندخر وسعا فى علاجك على أعلى مستوى ، ولكن بكل أسف كلما قمنا بتغيير دمك ثم فحصناه وجدنا النتائج سلبية .

وما العمل .؟

ليس أمامنا ما نفعله .. لقد قررت اليوم هيئة القومسيون وقف عملية الاستبدال التى نعلم أنها ارهقتك ولم تعد تجدى.

كانت لجنة القومسيون الطبى قد أمرت بسحب جميع الاجهزة الموجودة فى غرفة الطفل والتى ظلت لسنين ملتصقة بجسمه.

أيعنى ذلك أنكم فقدتم الأمل .؟

صمت الطبيب برهة شعر خلالها باشفاق بالغ نحو الطفل الذى لم يمكنه المرض من رؤية الشارع ولو مرة واحد فى حياته.

كرر الطفل سؤاله : هل حقا فقدتم الأمل يا دكتور فرناندث .؟

لا يوجد أمامك سُوى أمل واحد.

تهلل وجه الطفل وقال فى لهفة : قل لى ما هو من فضلك .؟

قال الطبيب : أن تتوجه الى السماء.

وماذا يوجد فى السماء .؟

الإلـه .

وهل يستطيع الإله شفائى.؟

بلا شك .

كيف أصعدُ اليه وهو بعيد كل هذا البعد.؟

تحدث اليه من حيث أنت وهو سوف يسمعك .

وماذا أقول له .؟

قل له كل ما تشعر به .

قال الطبيب ذلك ، ثم أغلق باب الحجرة وانصرف .

فكر الطفل قليلا ثم ترجل من سريره وتوجه نحو النافذة .. ازاح ستائرها .. نظر نحو السماء وقال : قال لى الطبيبُ بأنهم فقدوا الأمل ، ولم يبق لى أمل سواك.. أعذرنى لأنى لم اكن أعرفك من قبل ، لأن والداى تركونى هنا منذ ولادتى ولم تتح لهم الفرصة كى يعرفونى بك .. لكن اليوم أخبرنى الطبيبُ فرناندث بأنك تسكنُ فى السماء ، وأنك وحدك القادر على شفائى .. أرجوك ان تشفينى فإنى قد تعبت .

ما أن قال الطفل كلماته حتى شعر بثقلٍ بالغ فى جسمه ورغبة شديدة فى النوم .. هذا النوم الذى لم يذق حلاوته طيلة سبع سنوات.

أنطلق نحو السرير .. ألقى بنفسه تحت الفراش واستسلم لنوم عميق..

كلما فتحت الممرضة الحجرة وجدته غارقا فى نومه وقد تصبب جبينُه عرقاً .. أخبرت الطبيب الذى أمرها بعدم ايقاظه لاحساسه بأن استمتاعه بالنوم خير من إحساسه بالألم .. ست وثلاثون ساعة قضاها غارقا فى النوم.

كانت الغرفة مليئة بلعب الاطفال التى لم تواتيه الفرصة للاستمتاع باللعب بها ، تلك اللعب والدمى التى كانت امه تنظفها وترصها الى جانب بعضها وهى تبكى كلما جاءت لزيارته.

انتبهت الممرضة فجأة على اثر رنين جرس قادم من غرفة الطفل .. اسرعت اليه فوجدته يمتطى دراجة ذات عجلات ثلاث كانت والدته قد أهدتها له فى أعياد الميلاد ، وقد تحول الطفل الخمول فجأة الى شعلة من نشاط وطلب اليها أن تصحبه الى الحديقه وتدفعه بالدراجة.. وقفت مذهولة لا تدرى بماذا تجيب .. اتصلت بكبير الاطباء الذى الجمته المفاجأة هو الآخر وتسمر فوق الأرض.

أشار الى الممرضة باغلاق الحجرة وانفرد بالطفل وطلب اليه أن يحكى له كل ما حدث تفصيلا منذ اللحظة التى تركه فيها وخرج..

سارع بعمل تحليل للدم .. كانت النتيجة مُذهلة .. اختفى المرض تماما .. لا أثر لسرطان الدم عند الطفل.

احتضن الطبيب الطفل وهو يبكى ..حمله الى غرفة مكتبه بعد أن اتصل بوالديه وزف اليهما الخبر .. أمر بجمع الاطباء فى قاعة المحاضرات وألقى محاضرة كان عُنوانُها : (( أثرُ الدعاءِ فى شفاءِ الأمراض المستعصية )).. نشرته فيما بعد الدورية الطبية العالمية.

***

لله أرحم بعباده من الأم بولدها(أمَّن يجيب المضطر إذا دعاه و يكشف السوء)
قصة قصيرة و لكنها ذات دلالة كبيرة. ما أحلى تلك اللحظات التي تناجي فيها خالق الأكوان و هو أرحم الراحمين. شكرا لك يا أستاذ فهل من مزيد. وفقك الله لما يحبه و يرضاه.

شكرا اخى الكريم على تفضلك بالمرور بالصحفة وقراءة النص القصصى واستخراج الرائع .. فعلا لله ارحم بعباده من الام على وليدها وهو سبحانه الذى يجيب المضطر اذا دعاه ويكشف السوء سبحانه جل فى علاه .. اخى الكريم تقبل شكرى مكررا ولك من خالص المودة .

شكرا لكل من تفضل بزيارة هذه الصفحة وقراءة الموضوع والتعليق عليه

(وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ...)
الأمل بالله أولا و أخيرا ثم يأتي الأخذ بالأسباب المادية

جزاك الله خيرا

بسم الله الرحمن الرحيم
الى بارقة امل الاندلس الجديدة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اشكركم على مروركم بالصفحة وتفضلكم بقراءة النقص القصصى ، تعليقكم هادف ومفيد جدا ..
جزاكم الله خيرا ولا تحرمونا من زيارتكم الميمونة . مع اطيب التحيات وخالص المودة .

الأحد	الإثنين	الثلاثاء	الأربعاء	الخميس	الجمعة	السبت
			1	2	3	4
5	6	7	8	9	10	11
12	13	14	15	16	17	18
19	20	21	22	23	24	25
26	27	28	29	30	31

ريكــــــــــــــــــــو - قصة قصيرة لصلاح ابوشنب

ريكــــــــــــــــــــو - قصة قصيرة لصلاح ابوشنب

رد: ريكــــــــــــــــــــو - قصة قصيرة لصلاح ابوشنب

رد: ريكــــــــــــــــــــو - قصة قصيرة لصلاح ابوشنب

رد: ريكــــــــــــــــــــو - قصة قصيرة لصلاح ابوشنب

رد: ريكــــــــــــــــــــو - قصة قصيرة لصلاح ابوشنب

رد: ريكــــــــــــــــــــو - قصة قصيرة لصلاح ابوشنب

رد: ريكــــــــــــــــــــو - قصة قصيرة لصلاح ابوشنب