(هشام محمد) و(حسن الخفاجي) يكتبان بنظرة (شيعية رافضية) عن قصر الحمراء وحضارة الأندلس

[rtl]هشام محمد وحسن الخفاجي[/rtl]

[rtl]يكتبان بنظرة شيعية رافضية [/rtl]

[rtl]عن قصر الحمراء وحضارة الأندلس[/rtl]

البائية وحي البائسين

حسن الخفاجي

[ltr]http://www.alfayhaa.tv/Photos/Author/2672013-9327-bxcvn.png[/ltr]

البائية أكلة اسبانية شهيرة اسمها مشتق من كلمة البقية . كان الفقراء الذين عايشوا فترة حكم الدولة الأموية في الأندلس يضطرون لخلط كل ما يفضل من طعامهم من وجبات سابقة ، بعضهم يخلط كل ما يحصلون عليه من فضلات طعام الأغنياء يخلطوه في طبق واحد ليسد رمقهم .

لم اشعر بالفخر والزهو الذي يملأ صدور اغلب العرب والمسلمين وهم يشاهدون أثار "أجدادهم الفاتحين" بل بالعكس شعرت بالمرارة وأنا أتجول في قصر الحمراء في غرناطة !. لان شعوبا كاملة انتهكت كرامتها باسم الإسلام. ربما تكون تلك المرة الوحيدة التي اختلف فيها مع نزار قباني ، الذي شبه بقصيدة له كتبها بعد زيارته قصر الحمراء، سقوط الحمراء بالنزف ، الذي تفجر في داخله في بعض أبيات قصيدته كتب :
"قالت: هنا "الحمراء" زهو جدودنا
فاقــــرأ على جـــدرانها أمجــــادي

أمجادها؟ ومســحت جرحاً نـازفاً
ومســــحت جرحـاً ثانيـاً بفـؤادي"

"حي البيازين" وتعني البائسين حي يقع في الوادي أسفل قصر الحمراء وهذا هو اسمه البيازين في اللغة الاسبانية .كان يسكن حي البائسين الفقراء والصناعيون والحرفيون ، الذين انتفضوا مرات عدة ضد حكم الخليفة ، حينها كانوا في حالة فقر وبؤس ينتظرون فتات موائد الخلفاء والسلاطين وحاشيتهم ليسدوا بها رمقهم .
من اسبانيا البائية والبائسين مرورا بتركات السلاطين العثمانيين من قصور وتحف ومجوهرات انعطافا على ما ذكره التاريخ من بذخ وترف وفجور في قصور الخلفاء الأمويين والعباسيين ، حينما اكتنزوا الذهب والجواري والغلمان. منذ قرون غابرة لم يكن للإسلام كدين أي اثر في قلوب من تولوا أمر المسلمين بعد استشهاد الإمام علي ع ، باستثناء فترة حكم الخليفة الأموي عمر بن عبد العزيز ، لان الخلفاء كانوا كالملوك وعموم الشعب كالعبيد. كان ذلك اقل انطباع اخرج به وأنا ازور قصور وتركات السلاطين العثمانيين في تركيا ومجوهراتهم وطريقة عيشهم وهو الانطباع ذاته الذي خرجت به وأنا انتهي من زيارتي لقصر الحمراء في غرناطة ، لقد كان اغلب الخلفاء والسلاطين طبقة باغية جائرة ، فاسدون لا صلة للإسلام بهم .
وجد هولاكو غرفا مليئة بالذهاب وغرفا أخرى مليئة بالجواري حينما دخل بغداد واسقط خلافة بني العباس ، ووجد الأسبان غرفا سقوفها منقوشة بالذهب والفضة ووجدوا تحفا وفوانيس من الذهب الخالص حينما اسقطوا غرناطة ، هذا هو حالين الأولين والآخرين ممن تسلطوا على رقاب العرب والمسلمين !.
اغلب العرب مستهلكين نهمين لما تنتجه الحضارة الغربية ، ما زال اغلبنا يعيش طفيلي يقتات على حضارة الآخرين .
الأغرب ان بعض الحمقى من الطفيليين ممن مازالوا يعيشون خارج منطقة بث وإنتاج الحضارة والتقدم ، هؤلاء ما انفكوا يتغنون بسيوف وغزوات أجدادهم يردون إعادة دولة الخلافة بالانتحاريين والمفخخات ونحر الأبرياء بالسكاكين !. باسم الدين يريدون إقامة دولة الخلافة ، التي يأكل فيها الخليفة وحاشيته ما لذ وطاب يسكنون أفخم القصور من حولهم الجواري والغلمان ، بينما يعيش عامة الناس على فتات موائدهم ، ويعتدون على من يخالفهم الدين والمعتقد والمذهب.
الأغرب ان هؤلاء ومن خلفهم من حكام وأمراء لا يعرفون ان ما يرومونه بعيد المنال ، وان قيام دولة الخلافة حلم لا يمكن تحقيقيه بظل المعطيات الدولية وتوافق الدول الكبرى على عدم السماح للمتخلفين بإقامة دولة الخلافة ، بعد الجرح الغائر والخراب الذي سببته فترة حكم أمارة طالبان في أفغانستان للإنسانية ، وما فعله مريدو دولة الخلافة في العالم من جرائم شنيعة ، وفي أماكن سيطروا عليها بعد ربيع الحركات الإسلامية !.
المشكلة ان اغلب من حكم ويحكم العرب للان من ديمقراطيين وغير ديمقراطيين مازالوا يعيشون بعقلية الخلفاء وبذات طريقة العيش والتميز وانفصالهم عن عامة الناس .
إذا تنعم الأسبان والأندلسيين بالبائية ، وان سكنوا حيا للبائسين ، فان فقراء العرب الحاليين لم يجدوا من الطعام بقية ، ولم يجد بعضهم بيوتا تقيهم حر الصيف وبرد الشتاء فلا بائية لبائسينا ولا سقوف لمشردينا !.

"حكيم يرى الدنيا طريق إلى الهدى..وأحمق في لج الجهالة يغرق "

هـشــــام محـمـــد

[rtl] http://www.alfayhaa.tv/Details_article.aspx?id=205[/rtl]

الأحد	الإثنين	الثلاثاء	الأربعاء	الخميس	الجمعة	السبت
					1	2
3	4	5	6	7	8	9
10	11	12	13	14	15	16
17	18	19	20	21	22	23
24	25	26	27	28	29	30