السدر المخضود 21

خرجت من الصف الذي فيه ازدحام شديد متصدقا بمكاني للنصارى المتلهفين إلى زيارة قصر الحمراء، واشتد هطول المطر ...

فأخذت في التجوال فيما تهيأ لي من قلاع وحصون القصر المرتفع عن غرناطة ... وكأن القصر سيد مشرف على المدينة ينظرها من علٍ، ويرمقها من مرتَفع ... يحرسها بعينه ... ويكنفها برعايته ...

أشرفت من إحدى القلاع على غرناطة التي أحاطت بها سحابة غطت حي البيازين فتبدى لي الحي العربي المسلم بأزقته الضيقة ودوره العربية التي تحكي ألف حكاية، وقصة ... حكايات قوم قد درجوا...وقصص أناس قد درس ذكرهم ... أفناهم الموت ... وأبادهم القهر ...

قلت وأنا أنظر في البيازين وبقية أحياء المدينة أين دور أهل العلم الغرناطيين ...

أين بيت ابن عطية الغرناطي المفسر وبيت آله أهلِ العلم والتقى والسؤدد والفضل ....

بل أين كان موضع ومثوى المعتمد بن عباد لما دخل غرناطة منتصرا على بعض ملوكها الخوارين المستنجدين بالنصارى الحاقدين ...

وأين كان موقف أمير المسلمين يوسف بن تاشفين بعدُ لما دخل غرناطة مؤدبا بعض ملوك الطوائف لما استنصر بالقشتاليين ضد بني جلدته من المسلمين ...

أخذت صورا في مطر لا ينفك عن الهطول ... وأنا أجري بين تلك القلاع والحصون ... أدور مطَّوفا بين تلك الآثار الباقية والمعاهد الدارسة ... متقهقرا إلى الخلف مغادرا القصر وجناته .... مواصلا السير إلى مدخل القصر ....

وما إن وصلتُ بعد وقت من المسير حتى أذن مؤذن المغرب ... ألفيتُ صاحبي جالسا ينتظرني ...

قررنا الهبوط راجليْن إلى المدينة ... سرنا في طريق هابط ... مررنا على عيون جارية وماء منسكب رقراق ... ينساب انسيابا ... مرت نصف ساعة ونحن في الهبوط إلى المدينة حيث حي البيازين ....

وصلنا بعد ذلك إلى حيث أخذنا الحافلة إلى دار صاحبنا المغربي الذي دعانا إلى فطور مغربي تفنن فيه غاية الإفتنان ... وتأنق فيه غاية التأنق ... فأحسن إحسانا كبيرا، وأجاد إجادة رائعة ....

فسقى الله من ظمإ وروى من عطش ... وأتم علينا صيامنا وتقبل منا قيامنا ... وأقر عيوننا بزيارة غرناطة الإسلام ودار السلام ... ومثوى العلم والعرفان ..

بعد إذنكم يا دكتور، إني أقوم بإعادة إبراز الموضوع، ولست مشغولا عنه،

ولي مشاركات على هذه الرحلة الجميلة، سوف أكتبها لاحقا، إن شاء الله...

http://v1.cache8.c.bigcache.googleapis.com/static.panoramio.com/photos/original/7892915.jpg?redirect_counter=1

آذن لكم يادكتور بالتنسيق المذكور والسر في عدم إمكانية ذلك من قبلي أني أنقل مباشرة من موقع ملتقى التفسير، أو من منتدى الأندلس...شكر الله لكم

د/ محمد رستم

لي قصيدة في الحمراء، لدعم الموضوع، سأنشر رابطها لاحقا، إن شاء الله ...

وأقترح على الشيخ الفاضل وعلى القراء الأكارم هذه الصور التوضيحية، للتشذيب والزبر...

لتكبير الصورة ورؤيتها كاملة: انقر عليها، أو انقر بالزر الأيمن وافتحها في صفحة منفردة.

لنقل صورة إلى منتدى آخر: انقر بالزر الأيمن للفأرة، تظهر لك قائمة صغيرة، اختر منها (نسخ رابط الصورة). بعدها الصق هذا الرابط في أي موضوع أو صفحة شئت ... وهناك طرق أخرى ...

1
السدر المخضود 21 CIMG1166