افتراء (المقّري) الصوفي على تاريخ الأندلس، وعقدة دولة المغرب تجاه أسبانيا

افتراء (المقري) الصوفي على تاريخ الأندلس،
وعقدة دولة المغرب تجاه أسبانيا

قبل كل شيء أقول: الأندلس ليست لبني الأحمر وحدهم، إنها لأهلها الأولين والسابقين، وللإسلام وللمسلمين ولدولة الخلافة القادمة إن شاء الله. وبنو الأحمر اليوم أقدر الناس على أن يؤلموا الأسبان بالطرح القانوني الدولي. ويشرفني مثلما يشرف أحفاد بني الأحمر أن يستشهدوا في سبيل الله من أجل تحرير أرضها من جديد. نحن نعيش مرحلة التضحيات التي لا يفهمها الذراري. مرحلة التضحيات لا يفهمها إلا الرجال، ولو كانت أعمارهم صغيرة.

وسؤال موضوعنا: ما معنى أن يكتب المقري في تاريخ الأندلس؟
وما مصداقية ما يكتب؟

المقري التلمساني (1578م-1631م) مؤرخ، وصاحب كتاب "نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب"، أحد أبرز المراجع المكتوبة حول الأندلس.

وقد سقطت الأندلس عام 1492م. وكتب المقري عدة فقرات في تاريخ بني الأحمر والشماتة بهم في كتابه المذكور، ومنذ زمن طويل حرص بعض الناس على توزيع شماتته لحاجات في نفوس اليعاقبة.

والمقري لم يذكر مصادره؛ من أين أخذ المعطيات وهذا التاريخ.
والجواب سهل.

المقري لم يشهد السقوط ولا عاشه. بل كتب كتابه "نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب" الأدبي هذا بعد (قرابة قرن ونصف) من سقوط غرناظة، فجمع الحكايات التي بقيت عن الأندلس، ودمجها مع قوة محفوظاته الشعرية والأدبية الأندلسية فظن الناس أنها تاريخ.

والمقري صوفي درويش يعبد القبور ويقدس الحلولي الزنديق محيي الدين بن عربي. وهو من عبيد الطريقة المشيشية المغربية، هذا ما كتبه هو بنفسه في كتابه هذا ذاته.

لا يعرف من العلوم إلا الأدب والشعر واللغة ، وبعض العلوم الإسلامية الشرعية.

وقد قرأت كتبه جيدا ووعيتها، ومنها هذا المقطع التاريخي منذ عدة سنوات. وفيه شماتة كبيرة ببني الأحمر الذين حكموا الأندلس 260 سنة في أصعب الظروف على الإطلاق.

لماذا كتب المقري هذا إذن؟

والقضية بسيطة هي أنه كان يتزلف بها لملوك المغرب، الذين عجزوا عن فصل الأندلس عن الخلافة، وقد كانت دولة المغرب هي أكثر الدول الإسلامية انقطاعا عن الخلافة الشرعية الشاملة عبر كل تاريخها.

وعجز ملوك المغرب أن يسيطروا على الأندلس فلم يحكموها إلا عبر (امتداد دولتي المرابطين والموحدين) معا ‘اى الأندلس أكثر من 115 سنة (51+62) تقريبا.

المقري لا يعرف ذرة من السياسة ولا مارسها ولا اقترب من ساحها ولا شم رائحتها.
والمقري لم يركب خيل قتال طيلة حياته، على عكس ما فعل أبو عبد الله 12، فهو لا يعرف العسكرية.
وتحليلاته في الشؤون السياسية والعسكرية والاقتصادية طافحة بالجهل المظلم، شبيهة بتحليلات العوام والأميين. ومن لديه دليل مضاد فليتكلم...

بعض الناس لا يحلو لهم أن يكتبوا عن الأندلس إلا بعيون مغربية معقدة من أسبانيا التي لا زالت تحتل سبتة ومليلة وغيرها ...
إنها محاولة منهم لتحويل أنظار (إخواننا المغاربة المغلوبين على أمرهم) عن قضاياهم الحقيقية، ومحاولة لممارسة نوع من الوعي الزائف المضلل الذي يكفل مدة أطول لحياة العروش... وأقدم تحية المجد لكل أخ مغربي أصيل، فنحن لا نكره بلاد المغرب الأقصى ولا أهلنا المسلمين فيها.

كيف يريدون أن يعملوا للأندلس وهم يشتمون أجدادنا وأجداد أنصارنا وأحبابنا بالباطل؟

أين كان أجداد هؤلاء المتشدقين وخفافيش الانترنت؟ وماذا كانوا يفعلون؟ ولماذا ترك أجدادهم الأندلس تسقط؟

لقد شهد العدو قبل الصديق، لأجدادنا الأندلسيين جميعا بالرقي الحضاري من جهة، وبالعداوة المستأصلة لهم من جهة أخرى؟

ألم يشهد العدو بحضارة دولة بني الأحمر، ورقي شعبها، وتفوق علمائها، ورفعة نسائها؟

ألم يشهد الأسبان أن أبا عبد الله الصغير حفيد أبي عبد الله الكبير هو عدوهم؟

ألم يعلقوا صوره في بلدياتهم إلى اليوم وصورته يظهر فيها أن في عنقه سلسلة؟

أقول هذا لإحقاق حق في وجه باطل يستشري دون رد.

هذه أسسنا التي نعمل بها، ويعمل بها أصدقاؤنا وإخواننا وأهلونا وأحبابنا وأنصارنا وأنصار الأندلس العائدة؛
فمن لم تعجبه فليغب عن ساحنا غير مأسوف عليه:

http://andalous.dbzworld.org/t470-topic

الأحد	الإثنين	الثلاثاء	الأربعاء	الخميس	الجمعة	السبت
					1	2
3	4	5	6	7	8	9
10	11	12	13	14	15	16
17	18	19	20	21	22	23
24	25	26	27	28	29	30