الرئيس صدام حسين يشهد بأن ظلماً كبيراً لحق بالرجل (أبي عبد الله محمد الثاني عشر، الأحمر) رحمه الله

[rtl]الرئيس العراقي (صدام حسين) يشهد[/rtl]

[rtl]بأن ظلماً كبيراً لحق بالرجل (أبي عبد الله محمد الثاني عشر، الأحمر) رحمه الله[/rtl]

[rtl] 
Almamoun Nasser
‏الخميس‏، 15‏ كانون الثاني‏، 2015[/rtl]

[rtl]         كانت محاضرتي حول الفترة الأموية في الأندلس، ولكني تركت موضوعها وتحدثت بشكل مرتجل عن الأندلس الذي فقدناه، وركزت كثيراً على بعض المآسي التي ألمت بأجدادنا هناك، وخلصت بالدفاع عن آخر ملوك الأندلس أبي عبد الله الأحمر الملقب بالغالب بالله، والذي يلقبه المؤرخون (بالصغير)، كوّن أن له عم أكبر منه يحمل نفس الاسم، ولكن يحاولون دوماً أن يغمزوا من قناته بسبب هذا اللقب، ويزعمون جيل أثر جيل (من المؤرخين)، وبشكل ببغائي أنه هو من سلم الأندلس، دون أن يكلفوا أنفسهم عناء البحث عن هذه الشخصية الرائعة حسب وجهة نظري، ولم يدرسوا ظروف مرحلته السياسية والاجتماعية والعسكرية بشكل صحيح, أو التراكمات والانهيارات التي سبقت عهده وأسباب ضعف المملكة في عهده، مستغلين عذل والدته (الملكة عائشة الحرة) له، وهو عذل غير مثبت تاريخياً، ولكن حتى وأن حصل ذلك فأي لوم على الإنسان أن تعذله أمه في لحظة كارثية من الألم والحزن والإشفاق!، كل ذلك لأنه فضل الدموع والهزيمة التي لم تكن من شيمه ِالشخصية على الإطلاق وتاريخه يشهد بهذا، إنما فعل ذلك من أجل ملايين من العرب والمسلمين الأندلسيين، الذين كان موقفهم وأعناقهم آنذاك في مهب السيوف القشتالية، ولم يخرج من غرناطة إلا بعد أن أخذ كامل المواثيق التي تضمن حياة الناس، وحريتهم الدينية، وأصر على توقيع البابا وملوك قشتالة وأرغون الأسبان (فرناندو وإيزابيلا) على المعاهدات والمواثيق، مع علمه الكامل بأنهم لن يراعوا في المسلمين إلاً ولا ذمة، ولكن الرجل أراد أن يعطي المسلمين فرصة للنجاة بأرواحهم وأعراضهم وأموالهم، والخروج من الأندلس إلى أي بلد آخر في أسرع وقت ممكن، وقد أوحى للناس بذلك حينما غادر غرناطة نهاراً جهاراً ومعه حاشيته، وبكى أمام الناس، ونصح لهم بما وسعه، وحسب ما تسمح به شخصيته كملك .، ...
         بعد أيام طلبني الرئيس الشهيد صدام حسين وكان منفتحاً للحديث عن الأندلس وأذكر مما قاله رحمه الله (...حينما كنا أطفالاً كنا نظن بأن الأندلس درجة من درجات الجنة، حيث أننا كثيراً ما كنا نردد وبلهجتنا...الله يطعمك الفردوس ويدخلك الأندلس!...قال: ومن حينها وأنا أسأل الله سبحانه أن يطعمني الفردوس ويدخلني الأندلس، حتى يوم الناس هذا !! بالرغم من كل الضِّباع التي حولنا من مجوس وصهاينة وأمريكان وحصار وخَوَنة!!)...ثم أردف الشهيد بعد حوار طويل قائلاً: قرأت أكثر عن سقوط غرناطة بعد المحاضرة التي ألقيتها، ولكن برؤية مختلفة هذه المرة، وأرى أن ظلماً كبيراً لحق بالرجل (أبي عبد الله محمد الثاني عشر) رحمه الله، مثل كثير غيره![/rtl]