تقع مدينة سليمان الساحلية في الشمال الشرقي لتونس و هي تتبع ولاية نابل. و قد استقبلت هذه المدينة كغيرها من المدن التونسية الأخرى أفواج المهاجرين الأندلسيين خلال القرنين السادس عشر و السابع عشر.
يمكن حصر أسماء الأندلسيين في سليمان عام 1856 في العوائل التالية: الريشكو (Rey Chico و تعني بالقشتالية الملك الصغير, و تنتسب هذه العائلة لآخر ملوك الاندلس أبو عبد الله), بونيوا, الزميلي, سحابو, بوحارث, مكلين, جاميلو, بن اسماعيل, سايسله, الستويري, بن العسكري, الباوبوه, بن الحاج, شلبطون (Salvatorالمُخَلِّص), فازاج, شريكي, البيرسو, البنديكو (Benedico, المُبارك), الطبربي, الزاير, كريمو, باشكوال (Pascual), غاية, الإمام, المسرير, المستيكو (Mistico, الصوفي), مرتيل (Martine), المورو (Moro), باواج, البوامه, بن ابراهيم, الكرارطي, بيروانه.
بسليمــان معالم تاريخية متعددة يرجع تاريخ بعضها  إلى العهد الأغلبي و العهد الأندلسي و تعتبر المدينة العتيقة  خير دليل على ذلك  حيث انتشرت المنازل الأندلسية  و السباطات  التي تعلو أنهجتها الضيقة  الشبيهة بسباطات و أنهج قرطبة و إشبيلية بالأندلسكما تحتوي على  عدد من المساجد و الجوامع الأندلسية.
المواقع الأثرية والتاريخية
 برج الجهمي هو برج أغلبي موجود على شاطئ سليمان يرجع تاريخه إلى القرن التاسع للميلاد و الثالث للهجرة وقد سمي نسبة لولي صالح دفن بجانب المعلم يسمى سيدي الجهمي.
طاحونة الريـح هي معلم أندلسي يعتبره فنيو المعهد الوطني للتراث أثرا فريدا من نوعه من حيث الشكل و طريقة البناء و لا يوجد مثيلا له بالجمهورية التونسية. و قد صمد هذا المعلم و حافظ على شكله منذ بنائه إلى اليوم.  
نهج بالمدينة العتيقة  تتميز المدينة العتيقة بأنهجها الضيقة و المستقيمة و التي تعلوها أروقة تسمى بالسباطات و بعض من الأقواس. كما  تتميز بواجهات منازلها المزخرفة بالحجارة المنقوشة و تتميز هذه المنازل بهندسة معمارية خاصـة نجدها في جل المدن الفلاحية الأندلسية التأسيس بتونس.
   أما هيكل المدينة العتيقة  العام فمركزه الجامع الكبير الذي تحيط به الأنهج المذكورة   هذا و في غياب سور للمدينة العتيقة فقد بني على حدودها الأربعة مساجد سميت بأسماء أبواب الإتجاهات بحيث نجد مسجد  باب تونس و مسجد باب المنزل (نسبة إلى منزل بوزلفة) و مسجد باب قرمبالية أما المسجد الشمالي الذي يحد باب البحر فهو مسجد البليدة السالف الذكر.
الجامع الكبير بناه الاندلسيون سنة 1616 م  و هو من اهم المعالم الاثرية ويمتاز بطريقة بناء فريدة. أما صومعته فهي ذات شكل خاص شبيه بصوامع موجودة بالأندلس. وأما بيت الصلاة فـلها سقفان  سقف أول مبني واخر خشبي مغطى بالقرمـد وهو بمثابة العازل الحراري و المكيف لبيت الصلاة ( وهي طريقة اندلسية فريدة في البناء) ويعتبر المحراب تحفة من حيث الزخارف التي توشحه.  اما المنبر فهو من خشب الابنوس و يتحرك على سكة حديدية وهو آية فيالجمال والروعة .
جامع البليدة هو في الأصل برج أغلبي للمراقبة حولهالأندلسيون إلى مسجد و كتاب فكان أول معلم ديني بسليمان و بالرغم من صغر مساحته فهو يكتسي أهمية تراثية بالغة بإعتباره رمزا تاريخيا يمثل نواة تأسيس المدينة .