عبد العزيز البابطين الكويتي مهووس في هذه الأيام بالأندلس

عبد العزيز البابطين الكويتي مهووس في هذه الأيام بالأندلس
ابن ميمون اليهودي الأندلسي يبعث من الكويت
يا زمان الوصل في الأندلس

عبد العزيز البابطين، المحسن الكويتي الكبير للشعر والأدب، مهووس في هذه الأيام بالأندلس. وهذا هوس في مكانه الآن. انه عازم على تحويل ندوته الشعرية التي سيعقدها في اسبانيا إلى جسر نحو تزاوج حضارتي الشرق والغرب، وهل من موقع أفضل من قرطبة وغرناطة مسرحا لهذا الزواج؟ فهناك تعايشت الأديان السماوية الثلاثة والتقت حضارة الشرق والغرب بشكل معجب.

إذا كان الأخ البابطين قد وقع في سحر الشعر الأندلسي، فأنا وقعت طيلة حياتي في سحر الموسيقى الاسبانية ورقص الفلمنكو وأغاني الكونتوخونور. وهي تمثل خير تمثيل اندماج الحضارتين. وبوحي هذا الهوس قضيت سنوات ادرس التأثير العربي على الموسيقى الاسبانية وقدمت نتائج هذه الدراسة في سلسلة أحاديث أذيعت في لندن.

تمثل هذا التزاوج في شخص العالم اليهودي العربي موسى بن ميمون الذي وصفه اليهود بقولهم: «من موسى إلى موسى لم يظهر شخص مثل موسى».

تتلمذ ابن ميمون على ابن رشد وأعاد تفسير العهد القديم في ضوء عقلانية الفيلسوف الأندلسي وفلاسفة الإغريق. قام الإفرنج بحرق كتبه عندما وصلتهم وكفروها ومنعوها من التداول لاعتمادها العقل والعلم. جرى ذلك في أوروبا. قولوا معي يا سبحان مغير الأحوال من حال إلى حال.

رحل ابن ميمون من قرطبة إلى المغرب ثم إلى مصر، حيث دخل في خدمة صلاح الدين الأيوبي. في إحدى جلسات السلطان، التفت صلاح الدين إلى موسى بن ميمون وسأله، قل لي أي الأديان الثلاثة أحسنها، الإسلام أو اليهودية أو المسيحية؟ يا له من سؤال يلقيه سلطان مسلم على رجل يهودي!

ولكن ابن ميمون وظف ثقافته الأندلسية في الجواب الحكيم الذي أعطاه حسن الخلاص. روى لصلاح الدين حكاية الخواتم الثلاثة، فقال إن رجلا متزوجا من ثلاث نساء ضاق ذرعا بمشاحناتهن. فجاء يوما بثلاثة خواتم وأعطى خاتما لكل منهن. وقال: خاتم واحد يحمل الجوهرة الثمينة الحقيقية. الخاتمان الآخران يحملان جوهرة زائفة. بالطبع أسرعت الزوجات لسؤاله أيها الجوهرة الحقيقية؟ من منا عندها الجوهرة الحقيقية؟ قال من تخدمني وتريحني أكثر عندها الجوهرة الحقيقية. ثم التفت ابن ميمون للسلطان وقال يا مولاي، الدين الذي يطيع الله ويخدم ربه أحسن من غيره هو الدين الأفضل والأقرب لله تعالى.

حكمة أندلسية. [يهودية]

التعليــقــــات:

د. وليد حبي، «USA»، 15/10/2004

تتعلّم الأمم والشعوب من صفحات تاريخها البيضاء والسوداء. وأظن أنها صفحة سوداء في التاريخ الإسلامي كيف عامل الموحّدون في الأندلس المسيحييونَ واليهودَ هناك, إذ خيّروهم بين الموت والإسلام. إثر ذلك هربت عائلة الفيلسوف العظيم موسى بن ميمون من الأندلس. صفحة سوداء في التاريخ الإسلامي.

أما بالنسبة لقصة سؤال صلاح الدين إلى موسى بن ميمون عن أي الأديان الثلاثة أحسن، فحبذا لو يعطينا الكاتب مرجعاَ موثوقاَ نجد فيه هذه القصة أم هل نعتبرها "كلام جرائد."

أحمد الحسن، «بغداد الكرخ سوق الجديد»، 15/10/2004

لعل جورج بوش قرأ واستوعب حكمتك الأندلسية نقلا عن ابن ميمون، وهاهو يطبقها في العراق المحتل أو المحرر اليوم، بواسطة عملائه ومريديه، فهو يريد إقناع العراقيين أنه جلب لهم السعادة والحرية والديمقراطية عبر وكلاءه، ومن لديه شك من العراقيين، فما عليه سوى إطاعة الحكومة، وتلبية رغباتها، عندها ينال الجوهرة الثمينة الديمقراطية والانتخابات العادلة الشفافة النزيهة كثيرا!!

أيمن الدالاتي، «الوطن العربي»، 15/10/2004

رأيت في هذه المقالة استعجالا من الكاتب في ممارسة الخلط سواء على صعيد الأشخاص أم الأماكن أم الأديان أم الثقافة أم الحضارة.

طلال العتيبي، «السعودية»، 15/10/2004

تحية إلى موليير الصحافة وجاحظ الصحافة أيضا..اعترف بأنني كل مرة اقرأ عن قرطبة اشعر برغبة في البكاء فقد وصلت الحضارة الإسلامية إلى قمتها لكن بداية الانهيار بدأ باضطهاد المفكرين والعلماء ونفيهم إلى خارج أوطانهم واتهامهم بأنهم يهود. العجيب انه نفس ما يحدث اليوم لكن زمان بقي بعض المسلمين في الأندلس وهرب آخرون إلى دول المغرب والمشرق الإسلامي [...]

ابن ميمون فيلسوف يتم تكريمه من الصهاينة أكثر من العرب وبدلا من يأخذ دليل ضد أعداء الإسلام وأيضا ضد حراس إسلامهم وليس الإسلام بان غير المسلمين والعرب يستطيعون الإبداع في بلاد يحكمها المسلمون يتم تجاهلها كليا فلماذا لا ينشىء مراكز علمية باسم ابن ميمون.

تلميحك إلى عقلية السلطان صلاح الدين تثير إيحاءات قوية قد تثير غضب المحبين لشخصيته وشخصيا اعتقد أنه حان الوقت من اجل إعادة دراسة صلاح الدين الأيوبي وإزالة المبالغات عن شخصيته. تحية إلى الشيخ عبد العزيز البابطين ومؤسسته على جهوده الطيبة.

نوري، «فلسطين المحتلة»، 21/10/2004

عفارم عليك يا خالد.. إذا أردت أن اعبر نفسي لا يمكنني أن افعل ذلك أحسن منك.

http://www.asharqalawsat.com/leader.asp?section=3&article=260481&issueno=9453

الأحد	الإثنين	الثلاثاء	الأربعاء	الخميس	الجمعة	السبت
	1	2	3	4	5	6
7	8	9	10	11	12	13
14	15	16	17	18	19	20
21	22	23	24	25	26	27
28	29	30