الأندلسيون في مالي: 2/3 قبيلة الأرما، وذريتا الطويجن الأنصاري، وجودر
منظمة الشعب الأندلسي العالمية World Organization of Andalusian People :: الأندلسيون في شتاتهم بأفريقيا Moriscos in Africa - Moriscos en África -Morisques en Afrique :: الأندلسيون في شتاتهم بمالي
صفحة 1 من اصل 1
الأندلسيون في مالي: 2/3 قبيلة الأرما، وذريتا الطويجن الأنصاري، وجودر
الأندلسيون في مالي:
قال د. علي المنتصر الكتاني رحمه الله:
"كانت علاقة ملوك (كاو) بالأندلس وثيقة منذ أيام الدولة الأموية. وقد انتقل إلى مدنها، خاصة (تنبكتو)، عدد من علماء الأندلس أيام الدولة النصرية، منهم:
1- أبو إسحاق الساحلي، المعروف بالطويجن، كان عالما مشهورا و شاعرا و صالحا. و هو من بيت صلاح و ثروة و علم بغرناطة، كان والده أمين العطارين بها. و قد ارتحل أبو إسحاق من بلده إلى الحج، ثم انتقل إلى مملكة السونغاي بالسودان الغربي، فاستوطنها وأصبح له الجاه المكين عند سلطانها، وبنى المساجد الكثيرة بها، منها مسجد جنكورايبر بـ(تنبكتو) بين سنتي 1325 و1130م. وتوفي بـ(تنبكتو) في يوم الإثنين 27 جمادى الثانية عام 747 هـ.
2- [جودر]: لكن الوجود الأندلسي المعاصر على ضفاف نهر النيجر من (تنبكتو) إلى (كاو) يعود إلى الحملة التي أرسلها (المنصور الذهبي) عبر الصحراء الكبرى في أكتوبر سنة 1590م برئاسة (جودر)، وهو أندلسي من وادي المنصورة بمقاطعة المرية. عبر (جودر) الصحراء على رأس 5.600 رجل، أندلسيين ومغاربة، يصحبهم 8.000 جمل وألف فرس لاحتلال (مملكة سونغاي)، مات منهم في الطريق كثيرون ولم يصل إلى مملكة السونغاي سنة 1591م سوى حوالي 3.000 رجل. فتحصن ضدهم الأسكية (السلطان) (إسحاق الثاني) في عاصمته (كاو)، على نهر النيجر، بينما كانت (تنبكتو) مركز المملكة الثقافي والتجاري مرسى قوافل الصحراء من (سجلماسة). وفي 14-3-1591م وقعت معركة حاسمة في تونديبي بين جنود الأسكية المسلحة بالرماح والأسلحة البيضاء وعددها 40.000 رجل والجيش المغربي المكون من 3.000 رجل مسلح بالأسلحة النارية التي لم يكن يعرفها أهل (السونغاي)، انهزم أثرها الأسكية واستقر جيش (جودر) في البلاد التي ضمها إلى المغرب.
استقر الأندلسيون والمغاربة على ضفاف نهر النيجر وتزوجوا من نساء البلاد وكونوا الطبقة الحاكمة إلى سنة 1660م، وجعلوا من (تنبكتو) عاصمة حكمهم. وكوّن الأندلسيون طبقة ثقافية مميزة، وأصبحوا يتزاوجون مع بعضهم، وانتشرت (لغة السونغاي) بينهم، واحتفظوا بثقافتهم الأندلسية.
3- [قبيلة "الأرما"]: وبعد أن هجمت قبائل (الطوارق) على (تنبكتو) في القرن التاسع عشر الميلادي، طردوا منها معظم الأندلسيين فكونوا في منطقتها قبيلة اسمها "الأرما" (أو الجيش باللغة العجمية الأندلسية والإسبانية). ومع السنين ضاع نفوذ قبيلة (الأرما) في المنطقة، لكنها حافظت على كثير من عاداتها الأندلسية في المأكل والمشرب والمسكن ودخلت لغتهم السونغية كثير من الكلمات الإسبانية عدت بحوالي أربعين.
وعند دخول الاستعمار الفرنسي إلى المنطقة ركزت قبيلة (الأرما) على الزراعة على ضفاف نهر النيجر وعلى تربية المواشي. ورجع كثير منهم إلى (تنبكتو) حيث تعلموا في المدارس العصرية وتخرجوا في كثير من الفنون.
وبعد استقلال مالي سنة 1960م، تنوسيت منطقة (تنبكتو) مرة ثانية، وهاجر كثير من مثقفي (الأرما) إلى العاصمة (باماكو). ثم جاء الجفاف والمجاعة فأضرا ضررا كبيرا بـ(الأرما).
ويقدر اليوم عدد (الأرما) المنحدرين من أصول أندلسية ومغربية بحوالي 80.000 شخص منهم حوالي الثلثان من أصول أندلسية. وهم يعيشون في المدن والقرى المنتشرة بين (تنبكتو) وكاو.
ويوجد اليوم من (الأرما) في مدينة (تنبكتو) حوالي ألفان من مجموع 20.000 نسمة، أي حوالي عشر سكان المدينة. استقروا، منذ القرن الثامن عشر، في حي خاص بهم، توزعوا فيه حسب فيالقهم العسكرية التي أتوا معها.
فالزايويون، وهم فرقة مراكش، يسكنون في حي جنكرايبر حيث يوجد المسجد العتيق الذي بناه الساحلي، المهندس الغرناطي،
وجماعة مبارك الدرعيين، وهم فرقة وادي درعة، يسكنون حي سراكينا،
والتورقينيون، وهم فرقة فاس، الذين اضطروا إلى مغادرة تنبكتو سنة 1800م، يسكنون حي الفاسيين (كوندا) حول مسجد سيدي يحي، حيث توجد مقابر باشاوات (تنبكتو) الذين خلفوا الرئيس (جودر).
ومن شخصيات "الأرما" المعروفة اليوم (بابا أحمد حساية)، رئيس مكتب التراث الثقافي بتنبكتو، وكذلك (إسماعيل دياديا)، الباحث في مركز الدراسات الأندلسية التابع "للجماعة الإسلامية بالأندلس" في قرطبة، والذي له الدور الهام في التعريف بالسلالة الأندلسية في مالي.
وقد أخذت الأوساط الأندلسية في الأندلس اليوم تهتم بأندلسيي مالي.
فقد أرسلت "الجمعية الثقافية الحرة لسنة 2020"، وهي جمعية إسبانية غير حكومية، بعثة (إبى مالي) سنة 1986م، واقترحت على مسؤوليها برنامج تعاون للحفاظ على التراث الأندلسي في مالي. ويحتوي هذا البرنامج على ترميم مسجد جنكورايبر الذي بناه (الساحلي)،
وقد بدأت وزارة الثقافة الإسبانية واليونيسكو اهتماما بهذا المشروع، وعلى إرسال أدوية لأطفال تنبكتو ومنطقتها بالتعاون مع الصليب الأحمر الإسباني.
وعبر السنين، انتقل كثير من الأندلسيين التنبكتيين إلى البلدان المجاورة، خاصة (النيجر) و(السينغال) و(موريطانيا)، حيث توجد بعض العائلات الأندلسية، منها التي لم تضع ذكراها بعد، كما هاجر عدد من الأندلسيين من (مصر) ومن (المغرب) إلى (السودان).
وتستحق كل هذه الهجرات دراسة مستفيضة للتعرف على أثارها السكانية المعاصرة."أقول
المرجع:
د. علي المنتصر الكتاني، انبعاث الإسلام بالأندلس، ص 404-406
2/3 قبيلة الأرما، وذريتا الطويجن الأنصاري، وجودر
قال د. علي المنتصر الكتاني رحمه الله:
"كانت علاقة ملوك (كاو) بالأندلس وثيقة منذ أيام الدولة الأموية. وقد انتقل إلى مدنها، خاصة (تنبكتو)، عدد من علماء الأندلس أيام الدولة النصرية، منهم:
1- أبو إسحاق الساحلي، المعروف بالطويجن، كان عالما مشهورا و شاعرا و صالحا. و هو من بيت صلاح و ثروة و علم بغرناطة، كان والده أمين العطارين بها. و قد ارتحل أبو إسحاق من بلده إلى الحج، ثم انتقل إلى مملكة السونغاي بالسودان الغربي، فاستوطنها وأصبح له الجاه المكين عند سلطانها، وبنى المساجد الكثيرة بها، منها مسجد جنكورايبر بـ(تنبكتو) بين سنتي 1325 و1130م. وتوفي بـ(تنبكتو) في يوم الإثنين 27 جمادى الثانية عام 747 هـ.
2- [جودر]: لكن الوجود الأندلسي المعاصر على ضفاف نهر النيجر من (تنبكتو) إلى (كاو) يعود إلى الحملة التي أرسلها (المنصور الذهبي) عبر الصحراء الكبرى في أكتوبر سنة 1590م برئاسة (جودر)، وهو أندلسي من وادي المنصورة بمقاطعة المرية. عبر (جودر) الصحراء على رأس 5.600 رجل، أندلسيين ومغاربة، يصحبهم 8.000 جمل وألف فرس لاحتلال (مملكة سونغاي)، مات منهم في الطريق كثيرون ولم يصل إلى مملكة السونغاي سنة 1591م سوى حوالي 3.000 رجل. فتحصن ضدهم الأسكية (السلطان) (إسحاق الثاني) في عاصمته (كاو)، على نهر النيجر، بينما كانت (تنبكتو) مركز المملكة الثقافي والتجاري مرسى قوافل الصحراء من (سجلماسة). وفي 14-3-1591م وقعت معركة حاسمة في تونديبي بين جنود الأسكية المسلحة بالرماح والأسلحة البيضاء وعددها 40.000 رجل والجيش المغربي المكون من 3.000 رجل مسلح بالأسلحة النارية التي لم يكن يعرفها أهل (السونغاي)، انهزم أثرها الأسكية واستقر جيش (جودر) في البلاد التي ضمها إلى المغرب.
استقر الأندلسيون والمغاربة على ضفاف نهر النيجر وتزوجوا من نساء البلاد وكونوا الطبقة الحاكمة إلى سنة 1660م، وجعلوا من (تنبكتو) عاصمة حكمهم. وكوّن الأندلسيون طبقة ثقافية مميزة، وأصبحوا يتزاوجون مع بعضهم، وانتشرت (لغة السونغاي) بينهم، واحتفظوا بثقافتهم الأندلسية.
3- [قبيلة "الأرما"]: وبعد أن هجمت قبائل (الطوارق) على (تنبكتو) في القرن التاسع عشر الميلادي، طردوا منها معظم الأندلسيين فكونوا في منطقتها قبيلة اسمها "الأرما" (أو الجيش باللغة العجمية الأندلسية والإسبانية). ومع السنين ضاع نفوذ قبيلة (الأرما) في المنطقة، لكنها حافظت على كثير من عاداتها الأندلسية في المأكل والمشرب والمسكن ودخلت لغتهم السونغية كثير من الكلمات الإسبانية عدت بحوالي أربعين.
وعند دخول الاستعمار الفرنسي إلى المنطقة ركزت قبيلة (الأرما) على الزراعة على ضفاف نهر النيجر وعلى تربية المواشي. ورجع كثير منهم إلى (تنبكتو) حيث تعلموا في المدارس العصرية وتخرجوا في كثير من الفنون.
وبعد استقلال مالي سنة 1960م، تنوسيت منطقة (تنبكتو) مرة ثانية، وهاجر كثير من مثقفي (الأرما) إلى العاصمة (باماكو). ثم جاء الجفاف والمجاعة فأضرا ضررا كبيرا بـ(الأرما).
ويقدر اليوم عدد (الأرما) المنحدرين من أصول أندلسية ومغربية بحوالي 80.000 شخص منهم حوالي الثلثان من أصول أندلسية. وهم يعيشون في المدن والقرى المنتشرة بين (تنبكتو) وكاو.
ويوجد اليوم من (الأرما) في مدينة (تنبكتو) حوالي ألفان من مجموع 20.000 نسمة، أي حوالي عشر سكان المدينة. استقروا، منذ القرن الثامن عشر، في حي خاص بهم، توزعوا فيه حسب فيالقهم العسكرية التي أتوا معها.
فالزايويون، وهم فرقة مراكش، يسكنون في حي جنكرايبر حيث يوجد المسجد العتيق الذي بناه الساحلي، المهندس الغرناطي،
وجماعة مبارك الدرعيين، وهم فرقة وادي درعة، يسكنون حي سراكينا،
والتورقينيون، وهم فرقة فاس، الذين اضطروا إلى مغادرة تنبكتو سنة 1800م، يسكنون حي الفاسيين (كوندا) حول مسجد سيدي يحي، حيث توجد مقابر باشاوات (تنبكتو) الذين خلفوا الرئيس (جودر).
ومن شخصيات "الأرما" المعروفة اليوم (بابا أحمد حساية)، رئيس مكتب التراث الثقافي بتنبكتو، وكذلك (إسماعيل دياديا)، الباحث في مركز الدراسات الأندلسية التابع "للجماعة الإسلامية بالأندلس" في قرطبة، والذي له الدور الهام في التعريف بالسلالة الأندلسية في مالي.
وقد أخذت الأوساط الأندلسية في الأندلس اليوم تهتم بأندلسيي مالي.
فقد أرسلت "الجمعية الثقافية الحرة لسنة 2020"، وهي جمعية إسبانية غير حكومية، بعثة (إبى مالي) سنة 1986م، واقترحت على مسؤوليها برنامج تعاون للحفاظ على التراث الأندلسي في مالي. ويحتوي هذا البرنامج على ترميم مسجد جنكورايبر الذي بناه (الساحلي)،
وقد بدأت وزارة الثقافة الإسبانية واليونيسكو اهتماما بهذا المشروع، وعلى إرسال أدوية لأطفال تنبكتو ومنطقتها بالتعاون مع الصليب الأحمر الإسباني.
وعبر السنين، انتقل كثير من الأندلسيين التنبكتيين إلى البلدان المجاورة، خاصة (النيجر) و(السينغال) و(موريطانيا)، حيث توجد بعض العائلات الأندلسية، منها التي لم تضع ذكراها بعد، كما هاجر عدد من الأندلسيين من (مصر) ومن (المغرب) إلى (السودان).
وتستحق كل هذه الهجرات دراسة مستفيضة للتعرف على أثارها السكانية المعاصرة."أقول
المرجع:
د. علي المنتصر الكتاني، انبعاث الإسلام بالأندلس، ص 404-406
أ. د. جمال بن عمار الأحمر- رئيس منظمة الشعب الأندلسي العالمية
- الجنس :
العمر : 64
تاريخ الميلاد : 22/02/1960
تاريخ التسجيل : 02/05/2009
عدد المساهمات : 2938
نقاط الشكر على الجدية الأندلسية : 3
نشاطه في منظمة ش الأندلسي ع : 4879
العمل/الترفيه : أستاذ جامعي. مؤسس في حركة إسلامية قوية في نهاية السبعينيات. وسياسي قديم. ومرشح برلماني سابق
مواضيع مماثلة
» الأندلسيون في مالي
» طلب معلومات عن أصل قبيلة بني سعيد الغمارية
» البهتان الكبير في نسبة آل إنفا إلى أبي عبد الله الصغير
» طلب معلومات عن أصل قبيلة بني سعيد الغمارية
» البهتان الكبير في نسبة آل إنفا إلى أبي عبد الله الصغير
منظمة الشعب الأندلسي العالمية World Organization of Andalusian People :: الأندلسيون في شتاتهم بأفريقيا Moriscos in Africa - Moriscos en África -Morisques en Afrique :: الأندلسيون في شتاتهم بمالي
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الثلاثاء 15 أكتوبر 2024, 12:57 من طرف محمدي بن يحي
» حمل المئات من كتب النحو والصرف والإعراب (أمهات الكتب)
الثلاثاء 15 أكتوبر 2024, 12:55 من طرف محمدي بن يحي
» ألقاب عائلات أندلسية في الجزائر
السبت 24 أغسطس 2024, 02:42 من طرف أ. د. جمال بن عمار الأحمر
» Ansys Electromagnetics Suite 2024 R1
الثلاثاء 27 فبراير 2024, 02:43 من طرف dlhtserv
» لقب: خلـــيفة، بالشرق الجزائري
الجمعة 06 أكتوبر 2023, 23:06 من طرف أ. د. جمال بن عمار الأحمر
» مسرحية (ولادة)، علي عبد العظيم (نالت الجائزة الأولى للتأليف المسرحي من وزارة الشؤون الاجتماعية، بمصر)، 1948م
السبت 05 أغسطس 2023, 17:22 من طرف أ. د. جمال بن عمار الأحمر
» WSDOT BridgeLink v7.0.1.0 English 64-bit
الجمعة 19 مايو 2023, 14:52 من طرف dlhtserv
» UniSoft GS UniSettle v4.0.0.58 English 32-64-bit
الجمعة 19 مايو 2023, 14:50 من طرف dlhtserv
» UniSoft GS UniPile v5.0.0.60 English 32-64-bit
الجمعة 19 مايو 2023, 14:48 من طرف dlhtserv