حملات المسلمين على جنوب فرنسا

حملات المسلمين على جنوب فرنسا

لم يستمر الأمير عبد العزيز بن موسى في حكم الأندلس سوى عامين (95-97هـ) / (714-716م)، وعلى الرغم من ذلك، إلاّ أنّه يعد من أشهر ولاة الأندلس، حيث قام بتثبيت دعائم السيادة الإسلامية في الأندلس واستكمال فتحها كما قضى على الثورات بها ونظم البلاد من الناحية الإدارية.

وقد توفي عبد العزيز مقتولا في سنة 97هـ/716م، على أحد أهم قواده، وقد اختلفت الأسباب حول مقتله؛ فالبعض يرى أنّ زواجه من أرملة لذريق أثار غضب كبار قواده لأنها كانت تحرضه على الاستقلال بالأندلس والخروج عن طاعة الأمويين، ويرى البعض الآخر أنه لبس تاج النصارى وأنّها حرضته على اعتناق المسيحية، بينما يرى أصحاب الرأي الآخر أن الأمير عبد العزيز أظهر أمام قواده شيئا من الاستياء والسخط على تصرف الخليفة الأموي سليمان بن عبد الملك نحو أبيه، فأعتبره قواد الجيش خروجا على طاعة الخليفة فقرروا قتله.

وقد خلف عبد العزيز بعد مقتله ابن عمته أيوب بن حبيب سنة 97هـ وكان أحد المتآمرين على قتل عبد العزيز ولكنه لم يحكم الأندلس سوى مدّة ستة أشهر فقط. وتوّلى الحكم من بعده الحر بن عبد الرحمان الثقفي الذي نقل عاصمة الأندلس من إشبيلية إلى قرطبة واستمر الحر في حكم الأندلس حتى سنة 100هـ/719موخلفه السمح بن مالك الذي أمر الخليفة عمر بن عبد العزيز بتعيينه واليا على الأندلس سنه 100هـ/719م وقام السمح بن مالك بتنظيم الأمور المالية في الأندلس وترميم سور قرطبة وإعادة بناء قنطرتها على نهر الوادي الكبير، وانفق السمح في ذلك أموالا كثيرة مما وصل إليه من الخراج.

ولعل من أهم أعمال السمح، هو عبور جبال "الباسك" (أو البشكنس) وغزو غالة (فرنسا)، وقد قرر فتح إمارة "سبتمايا" وهي من مقاطعات غالة لتأمين حدود الأندلس الشمالية، فقام بمحاصرة عاصمتها "أربونة" واستولى عليها، ثم اتجه نحو الشمال الغربي واستولى على مدينة "أكيتانا" ولكن دوقها "يودو" التقى به في معركة سنة 102هـ/721م قرب طولوشة انتهت بهزيمة السمح واستشهاده وانسحاب جيش المسلمين بقيادة عبد الرحمان الغافقي إلى مدينة "أربونة" التي أصبحت قاعدة للمسلمين لغزو بلاد غالة.

وعقب استشهاد السمح وّلي على الأندلس عنبسة بن سحيم وقام بمواصلة حركة الفتوحات في بلاد غالة حيث استكمل فتح ولاية "سبتمانيا" ثم اتجه شرقا حتى وصل إلى نهر "الرون" وفتح ولاية "بروفانس" ثم زحف منها نحو الشمال حتى وصل إلى مدينة "ليون" وفتحها، وبعد ذلك أخذ يتوغل في أراضي ولاية "برغونه" حتى وصل إلى مدينة "أوتون" في شمال "الرون" ولكن أهالي تلك البلاد قطعوا عليه خط الرجعة وانتهى الأمر باستشهاده هو أيضا في سنة 107هـ/726م، ويعتبر عنبسة أول فاتح مسلم يصل إلى تلك المناطق.

عقب وفاة عنبسة وقع خلاف كبير ما بين المسلمين في الأندلس، وتوقفت عملية الفتوحات مدّة أربع سنوات ثم تولى في سنة 112هـ/731م قائد آخر قضى معظم حياته في الجهاد ببلاد غالة وهو عبد الرحمان الغافقي الذي تمكن من تنظيم صفوف المسلمين من جديد ثم خرج على رأس حملة كبيرة في سنة 114هـ-/732-733م لمواصلة الفتوحات الإسلامية في بلاد غالة فقام بمهاجمة أكيتانيا ثم عبر نهر الجارون واستولى على مدينة بوردو والتي تقع عند مصبه، وعندما عجز يودو دوق أكيتانيا عن مقاومة المسلمين أرسل يطلب العون من الدولة الميروفنجية وكانت السلطة الفعلية فيها بيد الحاجب شارل الذي عرف فيما بعد بشارلمان.

وقد رأى شارل أن انتصار المسلمين في أكيتانيا يشكل تهديد لبلاده ، ولهذا وافق على الفور على مساعدة الدوق يودو فخرج على رأس جيش كبير لصد الزحف الإسلامي. والتقى الجيشان عند سهل يقع شمالي مدينة بواتييه في رمضان سنة 114هـ/732-733م، ودارت معركة عنيفة كان النصر فيها أولا حليف المسلمين ولكن انشغالهم بجمع الغنائم أدى إلى هزيمتهم واستشهد قائدهم عبد الرحمان الغافقي وعدد كبير من جنده، وتسمى هذه المعركة في المصادر الإسلامية باسم معركة بلاط الشهداء لكثرة شهداء المسلمين فيها، ومن ناحية أخرى فقد وضعت تلك الموقعة حداً للتوسع الإسلامي فيما وراء جبال البرانس.

http://www.google.com/url?sa=t&source=web&ct=res&cd=12&ved=0CAsQFjABOAo&url=http%3A%2F%2Fwww.ensb.dz%2FIMG%2Fdoc%2Fcours_-2.doc&rct=j&q=DOC+%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%86%D8%AF%D9%84%D8%B3+%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%86%D8%AF%D9%84%D8%B3%D9%8A%D9%88%D9%86+%D9%81%D9%8A+%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%AD%D8%B1%D9%8A%D9%86&ei=JArhS92HCtSK_Aa7mu3vBw&usg=AFQjCNFME3boX3dmxDhI62BjtpDO8fqwwg