مسجد قرطبة
منظمة الشعب الأندلسي العالمية World Organization of Andalusian People :: تاريخ الأندلس - HISTORY OF ANDALUSIA - HISTORIA DE AL-ANDALUS - HISTOIRE DE L'ANDALOUSIE :: المدن الأندلسية - Las ciudades de Al-Andalus - Andalusian cities - Villes andalouses
صفحة 1 من اصل 1
مسجد قرطبة
مسجد قرطبة
في ذاكرة التراث العالمي باليونيسكو؛ مسجد قرطبة ظل محتفظًا باسمه حتى عام 2006،
لكن السلطات الإسبانية قامت بالضغط على اليونيسكو لتغير اسم المسجد إلى كتدارئية بعد ذلك.
اللافت للانتباه أن مسجد قرطبة ظل اسمه (كتدارئية المسجد) حتى وقت قريب! يعني "كنيسة المسجد" !
يوجد في مسجد قرطبة 1400 عمود من أقواس الدّائرة،
ويتدلّى من السّقف المصنوع من خشب الأرز 4700 مصباح من الفضة،
لتضيء تسعة عشر 19 رواقاً طولياً، تتقاطع مع ثلاثة وثلاثين 33 رواقاً عرضياً أي عظمة هذه ؟
ليس صحيحًا أن مسجد قرطبة يتبع لدائرة الآثار الإسبانية أو حتى للسلطة الإسبانية
بل هو يتبع للفاتيكان وسلطة الكنيسة، حيث أنه منذ سقوط الأندلس أخذت سلطة الكنيسة كل المساجد بينما سرق العسكر والملوك كل القصور ..!
https://fbcdn-sphotos-b-a.akamaihd.net/hphotos-ak-prn1/t1/1011231_10152153276200813_970643589_n.jpg
كاتدرائية - جامع قرطبة (بالإسبانية:Catedral de Nuestra Señora de la Asunción) هي مسجد سابق وحاليًا كاتدرائية كاثوليكية تسمى بكتدارئية سيدة الانتقال، تعرف من قبل سكان قرطبة باسم كاتدرائية مـِسكيتا وكلمة مـِسكيتا كلمة (باللغة الأسبانية Mezquita) وتعني مسجد باللغة الإسبانية. اليوم موجودة الكاتدرائية بقائمة مواقع التراث العالمي والكاتدرائية هي مقر مطران أبرشية قرطبة.
كان موقع الكاتدرائية في الأصل معبد وثني، ثم تحولت إلى كنيسة مسيحية على زمن القوط الغربيين، ثم إلى مسجد خلال الحكم الأموي في الاندلس حيث تحول المبنى إلى مسجد، ثم بنى مسجد جديد في الموقع.[1] بعد حروبالاسترداد حول الإسبان المسجد إلى كنيسة، وتتبع الكنيسة الكاثوليكية الرومانية، شكلت الكاتدرائية نموذج لتداخل فن العمارة الإسلامية والمسيحية. وتعتبر كاتدرائية قرطبة بوصفها واحدة من المعالم الأثرية ألاشهر للعمارة الإسلامية في إسبانيا.
تاريخ كاتدرائية - جامع قرطبة[عدل]
لقد تم بناء هذا الجامع خلال قرنين ونصف قرن تقريبا، ويرجع تأسيس المسجد إلى سنة 92 هـعندما اتخذ بنو أمية قرطبة حاضرة الخلافة الأموية في الأندلس، حيث شاطر المسلمون المسيحيينقرطبة كنيستهم العظمى، فبنوا في شطرهم مسجداً وبقي الشطر الآخر للروم، وحينما ازدحمت المدينة بالمسلمين وجيوشهم اشترى عبد الرحمن الداخل شطر الكنيسة العائد للروم مقابل أن يُعيد بناء ما تمّ هدمه من كنائسهم وقت الغزو، وقد أمر عبد الرحمن الداخل بإنشائه سنة 785م وكانت مساحته آنذاك 4875 متراً مربعاً وكان المسجد قديماً يُسمى بجامع الحضرة أي جامع الخليفة أمّا اليوم فيُسمى بمسجد الكاتدرائية بعد أن حوله الأسبان كاتدرائية مسيحية. أهم ما يميز هذا الجامع ويجعله فريدا فيتاريخ الفن المعماري أن كل الإضافات والتعديلات وأعمال الزينة، كانت تسير في اتجاه واحد وعلى وتيرة واحدة، بحيث يتسق مع شكله الأساسي.
مميزات الكاتدرائية[عدل]
كان الشكل الأصلي لمسجد عبد الرحمن عام 170 هـ، يتألف من حرم عرضه 73.5 متر، وعمقه 36.8 متر، مقسم إلى 11 رواقاً، بواسطة 10 صفوف من الأقواس، يضم كل منها 12 قوسا ترتكز على أعمدة رخامية وتمتد عمودياً على الجدار الخلفي. وهذه الصفوف تتألف من من طبقتين من الأقواس، الأقواس السفلى منها على شكل حدوة فرس، والعليا تنقص قليلاً عن نصف دائرة، وهي تحمل سقفاً منبسطاً، يرتفع مقدار 9.8 أمتار عن الأرضية وفوقها 11 سقفاً جمالونياً متوازياً، بينها أقنية عميقة مبطنة بالرصاص. والحرم ينفتح على الصحن بواسطة 11 قوسا حدويا، ترتكز على عضائد على شكل T. والصحن عرضه 73.21 مترا وعمقه 60.7 مترا. للجامع باب غربي وباب شمالي على المحور الشمالي الجنوبي، كما له على الأرجح باب شرقي متوافق مع الأول. وكان للحرم باب واحد يعرف اليوم باسم (بوير تادي سان استيبان)، وللحرم أيضاً 3 دعائم شرقية وغربية، تبرز 1.5 متر، ودعامتان ركنتيان وعلى الأرجح 10 في الجانب الجنوبي، لتتحمل ضغط صفوف الأقواس. وسمك الجدران قدره 1.14 متر. والصحن لم يكن محاطاً بأروقة، والكتابات التي تزين واجهة المحراب يصعب فهمها، ومما كتب عليه: ذَلِكَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ [2] (سورة السجدة، الآية 6)، ومما كتب أيضا : موقف الإمام المستنصر بالله عبد الله الحكم. كما كتبت عليه آية هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ [3] (سورة الحشر، الآية 23)، ومن أعمال الحكم في جامع قرطبة مد قنوات المياه إلى السقايات. والميضآت التي أحدثها، وقد أوصل الماء إلى المسجد عبر قناة تم مدها من سفح جبل العروس قرب قرطبةكما أنشا الحكم عدداً من المقاصير، منها مقصورة "دار الصدفة" غربي الجامع، وقد جعلها مركزاً لتوزيع الصدقات، ومقصورة أخرى أمام الباب الغربي كان الفقراء يتخذونها مسكناً لهم.
التوسعة المعمارية[عدل]
كانت مقاييس الجامع الأول (75 م × 65 م) بالإضافة إلى صحن الجامع، وفي عهد الأمير الأموي الأندلسي عبد الرحمن الأوسط تمت توسعته أكثر، وأضاف المحراب والقنطرة الموجودة فوق الشارع الرئيسي الذي يمر غرب الجامع لانتقال الأمير إلى المسجد من قصره دون المرور بالشارع. في سنة 951م، أنشأ عبد الرحمن الناصرمئذنة جديدة في أقصى صحن الجامع جهة الشمال، وهي على هيئة برج ضخم له شرفتان للأذان يصعد إليها بسلم داخلي، وهذه المئذنة لا تزال قائمة، وقد حولت إلى برج أجراس. و في عهد محمد بن أبي عامر المنصور في عصر الأمير هاشم المؤيد عام 987م زيد في الجامع فأصبحت مقاييسه (125 مترا × 180 مترا) لتكون مساحته 22500 م2 أي خمسة أفدنة.
ما حدث للجامع[عدل]
- 400 هـ : تعرّض المسجد للنهب، بعد أن ترك الناس قرطبة، نتيجة القتال الذي نشب بين محمد المهدي وبين سليمان بن الحكم.
- 633 هـ / 1236م : اجتاح قساوسة قرطبة ما فيها من مساجد وقصور.
صحن النارنج[عدل]
يعد صحن المسجد الكبير قطعة فنية اسلامية ، فهو محاط بسور تتخلله سبعة أبواب ، وفي جهته الشمالية توجد المئذنة. بنيت في جزء منه كتدرائية يؤمها المسيحيون للعبادة . أما المسجد الكبير ويحمله أكثر من 800 عمود فأصبح متحفا يزوره السياح من الشرق والغرب ، ويعجبون بالفن الإسلامي الذي بني قبل 800 سنة . وقد زرع الناس أشجار النارنج، وأشجار الليمون فيه، ولهذا يسمى صحن النارنج.
المسجد الكبير - أحد الأبواب القديمة : كاتدرائية قرطبة
- قبة المسجد
- النقش داخل مسجد قرطبة
- المسجد الكبير - كاتدرائية قرطبة من الخارج.
- مسجد والكاتدرائية من الداخل
- المسخ داخل مسجد وكاتدرائية قرطبة من الداخل.
- أجرسية (منارة) الكاتدرائية.
- الكاتدرائية من الداخل.
- من الخارج.
- النقش داخل مسجد قرطبة.
- مسجد - كاتدرائية قرطبة من الداخل.
- كابيلا داخل الكاتدرائية.
- نموذج مصغر للحجارة المستخدمة في بناء المسجد.
- أورغ داخل الكنيسة
-
- الكنيسة من الخارج
- نموذج مصغر للحجارة المستخدمة في بناء المسجد.
- النقش بالسقف داخل المسجد.
- |نموذج مصغر للحجارة المستخدمة في بناء المسجد.
- النقش بالسقف داخل مسجد قرطبة.
- الجسر الروماني ومنظر يجمع بين نهر الوادي الكبير ومسجد قرطبة.
-
- نموذج مصغر للحجارة المستخدمة في بناء المسجد.
انظر أيضاً
- قصر الحمراء في غرناطة، وهو قصر بناه بنو الأحمر وأضاف عليه شارل الخامس قصرا على طراز عصر النهضة.
- سقوط قرطبة
المصادر[عدل]
- ^
[rtl]"La Mezquita Primitiva"[/rtl]
. Infocordoba.com. اطلع عليه بتاريخ 2010-11-02. - ^ القرآن الكريم، سورة السجدة، الآية 6.
- ^ القرآن الكريم، سورة الحشر، الآية 23.
أ. د. جمال بن عمار الأحمر- رئيس منظمة الشعب الأندلسي العالمية
- الجنس :
العمر : 64
تاريخ الميلاد : 22/02/1960
تاريخ التسجيل : 02/05/2009
عدد المساهمات : 2938
نقاط الشكر على الجدية الأندلسية : 3
نشاطه في منظمة ش الأندلسي ع : 4879
العمل/الترفيه : أستاذ جامعي. مؤسس في حركة إسلامية قوية في نهاية السبعينيات. وسياسي قديم. ومرشح برلماني سابق
رد: مسجد قرطبة
جامع قرطبة.. شاهد على حضارة الأندلس
23-08-2010
بقلم: د. عماد عجوة
* دكتوراه في الآثار الإسلامية.
قرطبة مدينة أندلسية، تقع في الغرب الإسباني، وهي مدينة أيبيرية قديمة البناء، كان اسمها (أيبيري بحت)، وترجم بالعربية إلى قرطبة، وتأسست قرطبة في العصر الروماني عام 152 ق. م وفي عام 93هـ/ 711م فتحت قرطبة أبوابها لجيوش المسلمين بقيادة طارق بن زياد، وكان الفتح الإسلامي للمدينة أمرًا هينًا ميسورًا، حيث بعث طارق بن زياد قائده مغيث الرومي إلى قرطبة في سبعمائة فارس، فأقبلوا نحو المدينة ليلاً يسترهم الظلام- وقد أغفل حرسها حراسة سورها- ونجح بعض رجال مغيث في ارتقاء ممشى السور، ووثبوا داخل المدينة، وفاجئوا حراس بابها الجنوبي، فقتلوا منهم نفرًا وفتحوا الباب، فتدفقت منه جيوش المسلمين، وفتحوا المدينة.
وأصبحت قرطبة بعد فتح المسلمين لها، حاضرة إسبانيا الإسلامية، واستعادت مكانتها القديمة التي سلبتها إياها طليطلة، ومنذ عهد أيوب بن حبيب اللخمي، استقر بها ولاة الأندلس قرابة ثلاثة قرون حتى سقوط الخلافة الإسلامية في الأندلس، ولقد احتفظ أهلها من النصارى بحريتهم الدينية والمدنية مقابل ما كانوا يدفعونه من جزية وفقًا لعهد المصالحة بينهم وبين المسلمين.
أما تاريخ قرطبة الإسلامية فيبدأ منذ عهد السمح بن مالك الخولاني الذي ولي الأندلس عام 100هـ/ 719م، وهو الذي رفعها إلى مصاف الحواضر الكبرى، وفي عام 139هـ/ 756م بدأ نجم قرطبة بالصعود عندما أعلنها عبد الرحمن بن معاوية المعروف بعبد الرحمن الداخل عاصمة له بعد أن سانده مسلمو الأندلس، ونادوا به حاكمًا عليهم، وقد جعل عبد الرحمن قرطبة مهدًا للعلم والثقافة ومركزًا للفنون والآداب في أوروبا كلها، فقام بدعوة الفقهاء والعلماء، والفلاسفة والشعراء، فكانت أكثر مدن أوروبا سكانًا.
وفي عهد الخليفة عبد الرحمن الناصر، وابنه الحكم المستنصر من بعده، وصلت قرطبة مستوى من الرخاء والثراء لم تبلغه حاضرة أخرى من قبل، ولقد نافست قرطبة في عهدهم بغداد عاصمة العباسيين، والقسطنطينية عاصمة الإمبراطورية البيزنطية، والقاهرة عاصمة الفاطميين، وظلت قرطبة تنعم بهذا التفوق على سائر مدن إسبانيا زمنًا، حتى سقطت الخلافة الأموية عام 404هـ/ 1013م، حين ثار جند البربر على الخلافة ودمروا قصور الخلفاء فيها، وهدموا آثار المدينة، وسلبوا محاسنها.
ومنذ ذلك الحين انطفأت شعلة تفوقها، وتخلت عن مكانتها السامية لأشبيلية، ورغم هذه العواصف التي هزت كيانها استطاعت أن تحتفظ ببعض عظمتها وتفوقها في المجال الفني والصناعي والأدبي، حتى فتحها فرناندو الثالث في 29 من يونية سنة 1236م/ 633هـ.
وأثار سقوط قرطبة في أيدي النصارى الحزن والأسى في نفوس المسلمين، وتحول مسجدها الجامع الكبير إلى كنيسة كبرى، وهجرها عدد كبير من سكانها المسلمين فاستبدل فرناندو بهم سكانًا آخرين من قشتالة وليون وقطالونية وغيرها من أقاليم إسبانيا النصرانية.
أما عن تاريخ نشأته فأكثر الذين تناولوا جامع قرطبة قالوا بأن بناءه لأول مرة كان في عهد عبد الرحمن الداخل؛ حيث جلب إليه الأعمدة الفخمة والرخام المنقوش بالذهب واللازورد، وبلغ ما أنفق عليه 100 ألف دينار ثم زاد خلفاؤه من بعده في هذا العمل حتى أصبح أعظم مساجد الأندلس، إلا أن واقع الأمر ليس كذلك إذ أن الجامع كان له أساس قائم وموجود منذ طوت خيل المسلمين أرض الأندلس مع القائد موسى بن نصير ومولاه طارق بن زياد سنة 92هـ/ 710م في خلافة عبد الملك بن مروان، وهناك نصوص تاريخية أوردها المقري تؤكد ذلك ويتأكد منها ما لا يقبل الجدل أن جامع قرطبة بُني أول مرة عندما فتح مغيث مولى عبد الملك بن مروان قرطبة سنة 92هـ/ 710م.
وأعتقد أن بناء الجامع في بدايته كان بسيطًا وبقي على هذا الحال من التواضع في سعته وبنيانه إلى أن بدأ مسيرته المعمارية والجمالية في أيام صقر قريش عبد الرحمن الداخل الذي أمر بهدم البناء القديم المؤلف من شطرين أحدهما كنيسة للنصارى القوط، والثاني مسجد للعرب المسلمين، وقد بدأ في إنشائه عام 169هـ، وكملت عمارته سنة 170هـ.
ولما كان جامع قرطبة بمثابة الأمانة التي تعهدها البيت الأموي الحاكم في الأندلس فتوالى الخلفاء من بني أمية على الزيادة في عمارته حتى صار المثل مضروبًا أن الجامع كُمل على يد الثمانية من الخلفاء، فكانت عمارته من الأولويات التي وضعوها أثناء تمرسهم العمل فتعاقبوا على توسعته وتجميله حتى صار محجة للعلم، ومن أهم الخلفاء الذين تناولوا الجامع بالزيادة هشام الأول ابن عبد الرحمن المعروف بالرضي بنى المسجد الجامع وأنشأ مساجد أخرى وفي عهد عبد الرحمن الأوسط زاد في المسجد الجامع قدر بهوين كبيرين من ناحية القبلة، ونقل المحراب إلى الجزء الجديد وأقام أعمدة أخرى وعقودًا فوق الأعمدة الأصلية فكانت العقود المزدوجة التي يعدها المعماريون من روائع العمارة الإسلامية، وأنشأ له مئذنة ارتفاعها 40 ذراعًا، وكان صحن المسجد مكشوفًا يدور حوله سور وهو الآن ضمن الكنيسة.
كما عمر فيه عبد الرحمن بن الحكم سنة 206هـ/ 821م فزاد في الجامع الزيادة الأولى في قبلته وذلك لما ضاق بالناس، وبعد وفاته استكمل ابنه الأمير محمد بن عبد الرحمن عمارة الجامع وأكمل نقوشه وزخارفه سنة 241هـ/ 855م، وأنشأ المنذر بن محمد بيتًا للمال في المسجد، وزاد فيه الأمير عبد الله بن محمد الساباط الواصل بين القصر والجامع.
وفي عهد عبد الرحمن الناصر سنة 300هـ/ 912م كانت ذروة عصور الإسلام في الأندلس على صعيد القوة العسكرية والحضارية وقد زاد في المسجد زيادة هائلة اعتبرها البعض جامعًا جديدًا، وأمر بهدم المئذنة القديمة وبنى المئذنة البديعة سنة 340هـ/ 951م، وآخر عهد لهذه المئذنة بالأذان كان سنة 625هـ/ 1236م حيث حولها الإسبان إلى برج للأجراس للكاتدرائية التي استحدثوها في الجامع ولله الأمر من قبل ومن بعد.
كما زاد الحكم المستنصر بالله سنة 350هـ زيادة كبيرة ضاعفت من عمران الجامع وأنشأ المحراب الثالث، وهو لا مثيل له في العمارة الإسلامية، وتحول الجامع في عهد المستنصر من جامع إلى جامعة، وأطلق عليه من وقتها جامعة قرطبة، وتوالت الإضافات على الجامع في عهد دولة العامرية وخاصة عصر المنصور بن أبي عامر فقد زاد في الجامع زيادة تزيد عما أضافه سابقوه، فأضاف وحده 245 عمودًا وعقدًا وأصبح الجامع بهذا أضخم ما بناه العرب في المساجد، كما زاد في مساحة الصحن وزرعه بالنارنج، ولهذه الإنشاءات أطلق علماء الآثار العرب على الجامع جامع المنصور، وكان لجامع قرطبة عند الإسبان كرامات.
إن جامع قرطبة لم يكن مسجدًا للصلاة وحسب بل كان إلى جانب ذلك مركزًا للعلم والإدارة ومقرًّا للسلطة والحكم ودارًا للعدل والقضاء، وفي حرمه كانت تتم مراسيم أخذ البيعة الجماعية للخلفاء، كما كان موعد لقاء الشعراء، وتتلى فيه المراسيم الحكومية على الرأي العام فكان بمثابة المنصة الإعلامية للدولة، وفيه يتم تعذير المخالفين للشرع.
ولا يزال مسجد قرطبة الجامع باقيًا حتى اليوم بكل عقوده الإسلامية وأروقته ومحاريبه وقد تحول إلى كاتدرائية في القرن السادس عشر الميلادي، وأقام النصارى هياكلهم في عقوده الجانبية وبنوا مصلى على شكل صليب في وسطه وأزالوا كثيرًا من قباب المسجد وزخارفه الإسلامية، وجعلوا مكانها زخارف نصرانية ومن ذلك مئذنة المسجد التي تحولت إلى برج للأجراس، وعلى الرغم من ذلك فإن آيات القرآن الكريم والنقوش الإسلامية لا تزال تزين محاريبه الفخمة وأبوابه.
وبعد سقوط دولة الإسلام في الأندلس شملت حركة التدمير معظم المساجد، فتحول بعضها إلى كنائس محلية، خربت مآذنها أو تحولت إلى أبراج للأجراس، وهدمت بيوت الصلاة فيها وأقيمت في مواضعها كنائس من الطراز الروماني أو القوطي، ولم يبق بقرطبة الآن إلا ثلاثة أبراج لكنائس كانت في الأصل مآذن لمساجد.
أما أولى المآذن فهي لمسجد هدمه القشتاليون وأقاموا على أساسه كنيسة تعرف اليوم بكنيسة دير سانتا كلارا، ويرجع تاريخ هذه المئذنة إلى أواخر القرن العاشر الميلادي، وإن كانت تشبه كثيرًا من حيث طريقة البناء ومن حيث النواة المربعة مئذنة جامع القرويين بمدينة فاس، أما المئذنة الثانية فهي أقدم عهدًا ويرجع تاريخ بنائها إلى عهد الأمير عبد الرحمن الأوسط، وهي الآن البرج القائم في كنيسة سان خوان، وقد تحولت المئذنة إلى برج للنواقيس، والمئذنة الثالثة الباقية بقرطبة فهي المئذنة التي تحولت إلى برج النواقيس بكنيسة سانت ياجو بالجانب الشرقي من قرطبة.
ولقد كانت جامعة قرطبة التي أسسها عبد الرحمن الثالث بجوار الجامع الكبير، من أشهر المؤسسات الثقافية في العالم المتحضر، حتى أنها نافست جامعات مصر وبغداد، وكانت تستقطب تلاميذ مسلمين ويهودًا ونصارى، لا من إسبانيا فحسب بل من جميع أنحاء أوروبا وآسيا وإفريقية، وعندما جاء الحكم الثاني قام بتوسيع الجامع وأوصل إليه الماء في أنابيب من الرصاص، ودعا أشهر الأساتذة والعلماء من الشرق للتدريس في الجامعة، باذلاً لهم العطاء.
تدهورت أحوال جامع قرطبة بسبب الحقد الكاثوليكي الصليبي بعد سقوط قرطبة، والتي نجم عنه تدمير واستئصال كل منجزات المسلمين وحضارتهم ومن ذلك المساجد والجامعات والتي تم تحويلها إلى كنائس أو إلى ثكنات عسكرية.
إن دموع الغيورين على هذا المجد التليد لتنهمر على ضياعه وشوقًا إلى بلاد المجد المفقود، نعم إن هذا الجامع ومن بعده الأقصى الأسير لم يعد بالنسبة لأي مسلم في العالم مجرد عمارة أثرية تركها الأجداد وإنما هما قطعة من تاريخنا سطرت بمداد من دماء الشهداء وهما اليوم مكبلان بقيود الأسر، أيها المجد المفقود إن بيني وبينك نسبًا في الإيمان، وإن قلوبنا نحن المسلمين مشدودة للجامعين وعيوننا تنهمر بالدمع والأسى حزنًا، إن يومًا غاب فيه جامع قرطبة والأقصى تحت ظلام الاحتلال لهو اليوم الذي مهما طال لا بد أن يزول.
---------------
المراجع:
1- محمد نادر العطار، جامع قرطبة، جوهرة العمارة الإسلامية، بحث بمجلة العصور، المجلد الثالث، ج1، دار المريخ، السعودية يناير 1988م.
2- عدنان فائق عنبتاوي، حكايتنا في الأندلس، ط 1، المؤسسة العربية للدراسات، بيروت 1989م.
3- سعد زغلول عبد الحميد، العمارة والفنون في دولة الإسلام، منشأة المعارف، الإسكندرية 1986م.
4- عبد العاطي محمد، أوراق أندلسية، ط 1، جمعية الدعوة الإسلامية، بنغازي، ليبيا 1990م.
5- أحمد التوني رستم، العمارة الإسلامية في المغرب والأندلس، كلية الآثار جامعة الفيوم.
6- طه الولي، المساجد في الإسلام، دار العلم للملايين، ط1، 1988م.
http://ikhwanonline.com/ramadan/Pageview.aspx?ID=1849&SectionID=24
23-08-2010
بقلم: د. عماد عجوة
* دكتوراه في الآثار الإسلامية.
قرطبة مدينة أندلسية، تقع في الغرب الإسباني، وهي مدينة أيبيرية قديمة البناء، كان اسمها (أيبيري بحت)، وترجم بالعربية إلى قرطبة، وتأسست قرطبة في العصر الروماني عام 152 ق. م وفي عام 93هـ/ 711م فتحت قرطبة أبوابها لجيوش المسلمين بقيادة طارق بن زياد، وكان الفتح الإسلامي للمدينة أمرًا هينًا ميسورًا، حيث بعث طارق بن زياد قائده مغيث الرومي إلى قرطبة في سبعمائة فارس، فأقبلوا نحو المدينة ليلاً يسترهم الظلام- وقد أغفل حرسها حراسة سورها- ونجح بعض رجال مغيث في ارتقاء ممشى السور، ووثبوا داخل المدينة، وفاجئوا حراس بابها الجنوبي، فقتلوا منهم نفرًا وفتحوا الباب، فتدفقت منه جيوش المسلمين، وفتحوا المدينة.
وأصبحت قرطبة بعد فتح المسلمين لها، حاضرة إسبانيا الإسلامية، واستعادت مكانتها القديمة التي سلبتها إياها طليطلة، ومنذ عهد أيوب بن حبيب اللخمي، استقر بها ولاة الأندلس قرابة ثلاثة قرون حتى سقوط الخلافة الإسلامية في الأندلس، ولقد احتفظ أهلها من النصارى بحريتهم الدينية والمدنية مقابل ما كانوا يدفعونه من جزية وفقًا لعهد المصالحة بينهم وبين المسلمين.
أما تاريخ قرطبة الإسلامية فيبدأ منذ عهد السمح بن مالك الخولاني الذي ولي الأندلس عام 100هـ/ 719م، وهو الذي رفعها إلى مصاف الحواضر الكبرى، وفي عام 139هـ/ 756م بدأ نجم قرطبة بالصعود عندما أعلنها عبد الرحمن بن معاوية المعروف بعبد الرحمن الداخل عاصمة له بعد أن سانده مسلمو الأندلس، ونادوا به حاكمًا عليهم، وقد جعل عبد الرحمن قرطبة مهدًا للعلم والثقافة ومركزًا للفنون والآداب في أوروبا كلها، فقام بدعوة الفقهاء والعلماء، والفلاسفة والشعراء، فكانت أكثر مدن أوروبا سكانًا.
مسجد قرطبة على شكل مستطيل واسع جدًّا |
وفي عهد الخليفة عبد الرحمن الناصر، وابنه الحكم المستنصر من بعده، وصلت قرطبة مستوى من الرخاء والثراء لم تبلغه حاضرة أخرى من قبل، ولقد نافست قرطبة في عهدهم بغداد عاصمة العباسيين، والقسطنطينية عاصمة الإمبراطورية البيزنطية، والقاهرة عاصمة الفاطميين، وظلت قرطبة تنعم بهذا التفوق على سائر مدن إسبانيا زمنًا، حتى سقطت الخلافة الأموية عام 404هـ/ 1013م، حين ثار جند البربر على الخلافة ودمروا قصور الخلفاء فيها، وهدموا آثار المدينة، وسلبوا محاسنها.
ومنذ ذلك الحين انطفأت شعلة تفوقها، وتخلت عن مكانتها السامية لأشبيلية، ورغم هذه العواصف التي هزت كيانها استطاعت أن تحتفظ ببعض عظمتها وتفوقها في المجال الفني والصناعي والأدبي، حتى فتحها فرناندو الثالث في 29 من يونية سنة 1236م/ 633هـ.
وأثار سقوط قرطبة في أيدي النصارى الحزن والأسى في نفوس المسلمين، وتحول مسجدها الجامع الكبير إلى كنيسة كبرى، وهجرها عدد كبير من سكانها المسلمين فاستبدل فرناندو بهم سكانًا آخرين من قشتالة وليون وقطالونية وغيرها من أقاليم إسبانيا النصرانية.
إنشاء جامع قرطبة
اشتهرت قرطبة بالعديد من الآثار التي تجسد روعة المعمار، وتعد شاهدًا على الحضارة الإسلامية في ذاك الوقت، ويعد المسجد الجامع أهم تحفة معمارية، وهو يقع في الجهة المقابلة لقصر الإمارة في بقعة صخرية تقع في نهاية جنوب غربي قرطبة..jpg" alt="" /> |
سقف مسجد قرطبة |
أما عن تاريخ نشأته فأكثر الذين تناولوا جامع قرطبة قالوا بأن بناءه لأول مرة كان في عهد عبد الرحمن الداخل؛ حيث جلب إليه الأعمدة الفخمة والرخام المنقوش بالذهب واللازورد، وبلغ ما أنفق عليه 100 ألف دينار ثم زاد خلفاؤه من بعده في هذا العمل حتى أصبح أعظم مساجد الأندلس، إلا أن واقع الأمر ليس كذلك إذ أن الجامع كان له أساس قائم وموجود منذ طوت خيل المسلمين أرض الأندلس مع القائد موسى بن نصير ومولاه طارق بن زياد سنة 92هـ/ 710م في خلافة عبد الملك بن مروان، وهناك نصوص تاريخية أوردها المقري تؤكد ذلك ويتأكد منها ما لا يقبل الجدل أن جامع قرطبة بُني أول مرة عندما فتح مغيث مولى عبد الملك بن مروان قرطبة سنة 92هـ/ 710م.
وأعتقد أن بناء الجامع في بدايته كان بسيطًا وبقي على هذا الحال من التواضع في سعته وبنيانه إلى أن بدأ مسيرته المعمارية والجمالية في أيام صقر قريش عبد الرحمن الداخل الذي أمر بهدم البناء القديم المؤلف من شطرين أحدهما كنيسة للنصارى القوط، والثاني مسجد للعرب المسلمين، وقد بدأ في إنشائه عام 169هـ، وكملت عمارته سنة 170هـ.
ولما كان جامع قرطبة بمثابة الأمانة التي تعهدها البيت الأموي الحاكم في الأندلس فتوالى الخلفاء من بني أمية على الزيادة في عمارته حتى صار المثل مضروبًا أن الجامع كُمل على يد الثمانية من الخلفاء، فكانت عمارته من الأولويات التي وضعوها أثناء تمرسهم العمل فتعاقبوا على توسعته وتجميله حتى صار محجة للعلم، ومن أهم الخلفاء الذين تناولوا الجامع بالزيادة هشام الأول ابن عبد الرحمن المعروف بالرضي بنى المسجد الجامع وأنشأ مساجد أخرى وفي عهد عبد الرحمن الأوسط زاد في المسجد الجامع قدر بهوين كبيرين من ناحية القبلة، ونقل المحراب إلى الجزء الجديد وأقام أعمدة أخرى وعقودًا فوق الأعمدة الأصلية فكانت العقود المزدوجة التي يعدها المعماريون من روائع العمارة الإسلامية، وأنشأ له مئذنة ارتفاعها 40 ذراعًا، وكان صحن المسجد مكشوفًا يدور حوله سور وهو الآن ضمن الكنيسة.
.jpg" alt="" /> |
جامع قرطبة وأساليب التسقيف الجمالوني واستخدام القراميد |
كما عمر فيه عبد الرحمن بن الحكم سنة 206هـ/ 821م فزاد في الجامع الزيادة الأولى في قبلته وذلك لما ضاق بالناس، وبعد وفاته استكمل ابنه الأمير محمد بن عبد الرحمن عمارة الجامع وأكمل نقوشه وزخارفه سنة 241هـ/ 855م، وأنشأ المنذر بن محمد بيتًا للمال في المسجد، وزاد فيه الأمير عبد الله بن محمد الساباط الواصل بين القصر والجامع.
وفي عهد عبد الرحمن الناصر سنة 300هـ/ 912م كانت ذروة عصور الإسلام في الأندلس على صعيد القوة العسكرية والحضارية وقد زاد في المسجد زيادة هائلة اعتبرها البعض جامعًا جديدًا، وأمر بهدم المئذنة القديمة وبنى المئذنة البديعة سنة 340هـ/ 951م، وآخر عهد لهذه المئذنة بالأذان كان سنة 625هـ/ 1236م حيث حولها الإسبان إلى برج للأجراس للكاتدرائية التي استحدثوها في الجامع ولله الأمر من قبل ومن بعد.
كما زاد الحكم المستنصر بالله سنة 350هـ زيادة كبيرة ضاعفت من عمران الجامع وأنشأ المحراب الثالث، وهو لا مثيل له في العمارة الإسلامية، وتحول الجامع في عهد المستنصر من جامع إلى جامعة، وأطلق عليه من وقتها جامعة قرطبة، وتوالت الإضافات على الجامع في عهد دولة العامرية وخاصة عصر المنصور بن أبي عامر فقد زاد في الجامع زيادة تزيد عما أضافه سابقوه، فأضاف وحده 245 عمودًا وعقدًا وأصبح الجامع بهذا أضخم ما بناه العرب في المساجد، كما زاد في مساحة الصحن وزرعه بالنارنج، ولهذه الإنشاءات أطلق علماء الآثار العرب على الجامع جامع المنصور، وكان لجامع قرطبة عند الإسبان كرامات.
تصميم الأقواس المشهورة بمسجد قرطبة |
إن جامع قرطبة لم يكن مسجدًا للصلاة وحسب بل كان إلى جانب ذلك مركزًا للعلم والإدارة ومقرًّا للسلطة والحكم ودارًا للعدل والقضاء، وفي حرمه كانت تتم مراسيم أخذ البيعة الجماعية للخلفاء، كما كان موعد لقاء الشعراء، وتتلى فيه المراسيم الحكومية على الرأي العام فكان بمثابة المنصة الإعلامية للدولة، وفيه يتم تعذير المخالفين للشرع.
ولا يزال مسجد قرطبة الجامع باقيًا حتى اليوم بكل عقوده الإسلامية وأروقته ومحاريبه وقد تحول إلى كاتدرائية في القرن السادس عشر الميلادي، وأقام النصارى هياكلهم في عقوده الجانبية وبنوا مصلى على شكل صليب في وسطه وأزالوا كثيرًا من قباب المسجد وزخارفه الإسلامية، وجعلوا مكانها زخارف نصرانية ومن ذلك مئذنة المسجد التي تحولت إلى برج للأجراس، وعلى الرغم من ذلك فإن آيات القرآن الكريم والنقوش الإسلامية لا تزال تزين محاريبه الفخمة وأبوابه.
وبعد سقوط دولة الإسلام في الأندلس شملت حركة التدمير معظم المساجد، فتحول بعضها إلى كنائس محلية، خربت مآذنها أو تحولت إلى أبراج للأجراس، وهدمت بيوت الصلاة فيها وأقيمت في مواضعها كنائس من الطراز الروماني أو القوطي، ولم يبق بقرطبة الآن إلا ثلاثة أبراج لكنائس كانت في الأصل مآذن لمساجد.
أما أولى المآذن فهي لمسجد هدمه القشتاليون وأقاموا على أساسه كنيسة تعرف اليوم بكنيسة دير سانتا كلارا، ويرجع تاريخ هذه المئذنة إلى أواخر القرن العاشر الميلادي، وإن كانت تشبه كثيرًا من حيث طريقة البناء ومن حيث النواة المربعة مئذنة جامع القرويين بمدينة فاس، أما المئذنة الثانية فهي أقدم عهدًا ويرجع تاريخ بنائها إلى عهد الأمير عبد الرحمن الأوسط، وهي الآن البرج القائم في كنيسة سان خوان، وقد تحولت المئذنة إلى برج للنواقيس، والمئذنة الثالثة الباقية بقرطبة فهي المئذنة التي تحولت إلى برج النواقيس بكنيسة سانت ياجو بالجانب الشرقي من قرطبة.
منظر عام للمسجد |
ولقد كانت جامعة قرطبة التي أسسها عبد الرحمن الثالث بجوار الجامع الكبير، من أشهر المؤسسات الثقافية في العالم المتحضر، حتى أنها نافست جامعات مصر وبغداد، وكانت تستقطب تلاميذ مسلمين ويهودًا ونصارى، لا من إسبانيا فحسب بل من جميع أنحاء أوروبا وآسيا وإفريقية، وعندما جاء الحكم الثاني قام بتوسيع الجامع وأوصل إليه الماء في أنابيب من الرصاص، ودعا أشهر الأساتذة والعلماء من الشرق للتدريس في الجامعة، باذلاً لهم العطاء.
تدهورت أحوال جامع قرطبة بسبب الحقد الكاثوليكي الصليبي بعد سقوط قرطبة، والتي نجم عنه تدمير واستئصال كل منجزات المسلمين وحضارتهم ومن ذلك المساجد والجامعات والتي تم تحويلها إلى كنائس أو إلى ثكنات عسكرية.
إن دموع الغيورين على هذا المجد التليد لتنهمر على ضياعه وشوقًا إلى بلاد المجد المفقود، نعم إن هذا الجامع ومن بعده الأقصى الأسير لم يعد بالنسبة لأي مسلم في العالم مجرد عمارة أثرية تركها الأجداد وإنما هما قطعة من تاريخنا سطرت بمداد من دماء الشهداء وهما اليوم مكبلان بقيود الأسر، أيها المجد المفقود إن بيني وبينك نسبًا في الإيمان، وإن قلوبنا نحن المسلمين مشدودة للجامعين وعيوننا تنهمر بالدمع والأسى حزنًا، إن يومًا غاب فيه جامع قرطبة والأقصى تحت ظلام الاحتلال لهو اليوم الذي مهما طال لا بد أن يزول.
---------------
المراجع:
1- محمد نادر العطار، جامع قرطبة، جوهرة العمارة الإسلامية، بحث بمجلة العصور، المجلد الثالث، ج1، دار المريخ، السعودية يناير 1988م.
2- عدنان فائق عنبتاوي، حكايتنا في الأندلس، ط 1، المؤسسة العربية للدراسات، بيروت 1989م.
3- سعد زغلول عبد الحميد، العمارة والفنون في دولة الإسلام، منشأة المعارف، الإسكندرية 1986م.
4- عبد العاطي محمد، أوراق أندلسية، ط 1، جمعية الدعوة الإسلامية، بنغازي، ليبيا 1990م.
5- أحمد التوني رستم، العمارة الإسلامية في المغرب والأندلس، كلية الآثار جامعة الفيوم.
6- طه الولي، المساجد في الإسلام، دار العلم للملايين، ط1، 1988م.
http://ikhwanonline.com/ramadan/Pageview.aspx?ID=1849&SectionID=24
أ. د. جمال بن عمار الأحمر- رئيس منظمة الشعب الأندلسي العالمية
- الجنس :
العمر : 64
تاريخ الميلاد : 22/02/1960
تاريخ التسجيل : 02/05/2009
عدد المساهمات : 2938
نقاط الشكر على الجدية الأندلسية : 3
نشاطه في منظمة ش الأندلسي ع : 4879
العمل/الترفيه : أستاذ جامعي. مؤسس في حركة إسلامية قوية في نهاية السبعينيات. وسياسي قديم. ومرشح برلماني سابق
رد: مسجد قرطبة
صورة متخيلة...ليس فيها سوى صحة صورة البناية...أما المسلمون فلا يسجدون للبشر
Statue of St. James, the Moor Slayer, Mezquita Cathedral, Cordoba,
The Woodwork in the Choir in la Mezquita.
أ. د. جمال بن عمار الأحمر- رئيس منظمة الشعب الأندلسي العالمية
- الجنس :
العمر : 64
تاريخ الميلاد : 22/02/1960
تاريخ التسجيل : 02/05/2009
عدد المساهمات : 2938
نقاط الشكر على الجدية الأندلسية : 3
نشاطه في منظمة ش الأندلسي ع : 4879
العمل/الترفيه : أستاذ جامعي. مؤسس في حركة إسلامية قوية في نهاية السبعينيات. وسياسي قديم. ومرشح برلماني سابق
أ. د. جمال بن عمار الأحمر- رئيس منظمة الشعب الأندلسي العالمية
- الجنس :
العمر : 64
تاريخ الميلاد : 22/02/1960
تاريخ التسجيل : 02/05/2009
عدد المساهمات : 2938
نقاط الشكر على الجدية الأندلسية : 3
نشاطه في منظمة ش الأندلسي ع : 4879
العمل/الترفيه : أستاذ جامعي. مؤسس في حركة إسلامية قوية في نهاية السبعينيات. وسياسي قديم. ومرشح برلماني سابق
رد: مسجد قرطبة
Royal Chapel - La Mezquita - Córdoba
الجزء الممسوخ من المسجد
ما أضافه عابدو الأصنام إلى المسجد
جزء كنسي مضاف إلى المسجد
Chapel of Sagrario - La Mezquita - Córdoba
ما أضافه المشركون إلى مسجد قرطبة
Escritura en la Mezquita de Córdoba
Inscripción - Capilla de San Bartolomé - Mezquita de Córdoba
Capilla de la Concepción - Mezquita de Córdoba
أ. د. جمال بن عمار الأحمر- رئيس منظمة الشعب الأندلسي العالمية
- الجنس :
العمر : 64
تاريخ الميلاد : 22/02/1960
تاريخ التسجيل : 02/05/2009
عدد المساهمات : 2938
نقاط الشكر على الجدية الأندلسية : 3
نشاطه في منظمة ش الأندلسي ع : 4879
العمل/الترفيه : أستاذ جامعي. مؤسس في حركة إسلامية قوية في نهاية السبعينيات. وسياسي قديم. ومرشح برلماني سابق
رد: مسجد قرطبة
بوابات مسجد قرطبة
الواجهة الشرقية بها 10 بوابات، سموها على أسماء رهبانهم المشركين الأنجاس، نوردها هنا:
باب بيت المقدس
Puerta de Jerusalén
Puerta del Sagrario - Mezquita de Córdoba
Puerta de San José - Mezquita de Córdoba
Puerta de la Concepción Antigua - Mezquita de Córdoba
Puerta de San Nicolás - Mezquita de Córdoba
Puerta del Batisterio
Puerta de San Juan
Puerta de Santa Catalina (Mezquita de Córdoba)
Puerta en la Mezquita de Córdoba
أ. د. جمال بن عمار الأحمر- رئيس منظمة الشعب الأندلسي العالمية
- الجنس :
العمر : 64
تاريخ الميلاد : 22/02/1960
تاريخ التسجيل : 02/05/2009
عدد المساهمات : 2938
نقاط الشكر على الجدية الأندلسية : 3
نشاطه في منظمة ش الأندلسي ع : 4879
العمل/الترفيه : أستاذ جامعي. مؤسس في حركة إسلامية قوية في نهاية السبعينيات. وسياسي قديم. ومرشح برلماني سابق
رد: مسجد قرطبة
بوابات الواجهة الغربية 8، سمتها الكنيسة بأسماء رهبانها ومعتقداتها:
Puerta del Espíritu Santo
Puerta de San Miguel
Postigo del Palacio de la Mezquita de Córdoba
Puerta de San Esteban
Puerta de los Deanes de la Mezquita de Córdoba
Postigo de la Leche
[rtl][/rtl]
[rtl]Puerta del Sabat - Mezquita de Córdoba[/rtl]
[rtl]Puerta de San Ildefonso[/rtl]
[rtl][/rtl]
Puerta del Espíritu Santo
Puerta de San Miguel
Postigo del Palacio de la Mezquita de Córdoba
Puerta de San Esteban
Puerta de los Deanes de la Mezquita de Córdoba
Postigo de la Leche
[rtl][/rtl]
[rtl]Puerta del Sabat - Mezquita de Córdoba[/rtl]
[rtl]Puerta de San Ildefonso[/rtl]
[rtl][/rtl]
أ. د. جمال بن عمار الأحمر- رئيس منظمة الشعب الأندلسي العالمية
- الجنس :
العمر : 64
تاريخ الميلاد : 22/02/1960
تاريخ التسجيل : 02/05/2009
عدد المساهمات : 2938
نقاط الشكر على الجدية الأندلسية : 3
نشاطه في منظمة ش الأندلسي ع : 4879
العمل/الترفيه : أستاذ جامعي. مؤسس في حركة إسلامية قوية في نهاية السبعينيات. وسياسي قديم. ومرشح برلماني سابق
مواضيع مماثلة
» رجب طيب أردوغان يزور مسجد قرطبة
» بيان بشأن تعنيف سياح نمساووين مسلمين في مسجد قرطبة
» سلامى الى قرطبة وغرناطة
» بيان بشأن تعنيف سياح نمساووين مسلمين في مسجد قرطبة
» سلامى الى قرطبة وغرناطة
منظمة الشعب الأندلسي العالمية World Organization of Andalusian People :: تاريخ الأندلس - HISTORY OF ANDALUSIA - HISTORIA DE AL-ANDALUS - HISTOIRE DE L'ANDALOUSIE :: المدن الأندلسية - Las ciudades de Al-Andalus - Andalusian cities - Villes andalouses
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الثلاثاء 15 أكتوبر 2024, 12:57 من طرف محمدي بن يحي
» حمل المئات من كتب النحو والصرف والإعراب (أمهات الكتب)
الثلاثاء 15 أكتوبر 2024, 12:55 من طرف محمدي بن يحي
» ألقاب عائلات أندلسية في الجزائر
السبت 24 أغسطس 2024, 02:42 من طرف أ. د. جمال بن عمار الأحمر
» Ansys Electromagnetics Suite 2024 R1
الثلاثاء 27 فبراير 2024, 02:43 من طرف dlhtserv
» لقب: خلـــيفة، بالشرق الجزائري
الجمعة 06 أكتوبر 2023, 23:06 من طرف أ. د. جمال بن عمار الأحمر
» مسرحية (ولادة)، علي عبد العظيم (نالت الجائزة الأولى للتأليف المسرحي من وزارة الشؤون الاجتماعية، بمصر)، 1948م
السبت 05 أغسطس 2023, 17:22 من طرف أ. د. جمال بن عمار الأحمر
» WSDOT BridgeLink v7.0.1.0 English 64-bit
الجمعة 19 مايو 2023, 14:52 من طرف dlhtserv
» UniSoft GS UniSettle v4.0.0.58 English 32-64-bit
الجمعة 19 مايو 2023, 14:50 من طرف dlhtserv
» UniSoft GS UniPile v5.0.0.60 English 32-64-bit
الجمعة 19 مايو 2023, 14:48 من طرف dlhtserv