سلامى الى قرطبة وغرناطة

سلامى الى غرناطة وقرطبة

رثاء وحنين

لصلاح ابوشنب

سلامى الى قرطبة

والمسجد الكبير

وغرناطة وأطلالٍِ

ليس لها نظير

لك الله ثم الله

فكم عانيت

وصبر تِ الكثير

ياحمراءُ الندى

الطلُ يبكى

إذا حلّ الهجيرُ

والهجيرُ يبكى

إذا حلَّ الأصيلُ

والبِرْكةُ مهجُورةً

يؤنسها فى الدُّجَى

صوتُ الخريرِ

يشدُو حزيناً بالجَوَى

كطفلٍ صغير

ماتت أُمُّه كـَمَداً

وأبوه فى السجون

أسير

وأخوه مقيدٌ بأغلال

من حديد

وعمه فوق أرض

البلاط شهيد

وتحت الدوح

عند الشُّجيْرات

ثـُقلت الخطوات

كانت آخر الزفرات

بكى الرضيعُ

تدحرجُت الدمعاتُ

من عُيونِ الثكالى

ومن أرض البُشرات

كم رثت الأراملُ

بمناحةِ اللمَّات

وكم أنّْ الثرى مُسَبِّلاً

من تلكمً الخطوات

هناك بالقبور احبتى

تجافى وُدُّهم

وانقطعت زيارات

عنكِ يا غرناطة

وانت يا أغمات

أينكم أحبَّتى

أين الفواتح

واين منكم

الرحمات ؟

كم كنا نذب عنكم

بالسيوف والرِّماح

لا نهابُ الوغى

ونستعذُب الجِراح

يقوينا الألم

كلما غدا فارسٌ منا

أو شهيدٌ قد راح

كم رخُصَت أرواحنا

فى مرارة السَّكرَات

بالحياة وبالممات !!

واليوم أينكم ؟

كم قد جافيتمونا

كم قد نسيتمونا!!

حتى بالدعوات !!

انتم فوقها ترتعون

وببطنها نحن

قد صرنا رُفات

الحمراءُ لم تزل

تبث لنا الأهآت

من فوق أسوارها

ومئآذنها الشامخات

ورايتها صنو

ارواحنا تخفقُ

نسمعُ لها أصوات

سلامٌ عليكِ ياحمراء

ورحمة من الله

ومغفرةٌ وبركاتٌ

ما بقيت الأرضُ

والجبالُ والسموات

***********