حوار وسام قباني احتفاء بالأدب الأندلسي ورحلة في عالم الأصالة والإبداع
2 مشترك
منظمة الشعب الأندلسي العالمية World Organization of Andalusian People :: علوم الأندلسيين القدامى-ANCIENT ANDALUSIANS’ SCIENCES - CIENCIA ANDALUZA – SCIENCES DES ANCIENS ANDALOUS :: الأدب شعر ونثرا
صفحة 1 من اصل 1
حوار وسام قباني احتفاء بالأدب الأندلسي ورحلة في عالم الأصالة والإبداع
حوار.. وسام قباني.. احتفاء بالأدب الأندلسي.. ورحلة في عالم الأصالة والإبداع
ثقافة، الجمعة 30-12-2016م، دائرة الثقافة
شغلت في دراستها بالأدب الأندلسي لأنه يلبي لديها حاجة إلى الجمال وتطلعاً إلى الفن العبقري الذي لم يتكررفي تاريخ العربية ولا في أي تاريخ آخر، فهو يشكل جزءاً من الثقافة والتاريخ والهوية والواقع. و تضيف إلى ذلك
[rtl]أن هذا الأدب لم يأخذ حقه الكافي من البحث والدرس والتحليل رغم أنه ترك آثاراً عميقة في آداب الغرب لاتزال ماثلة حتى يومنا هذا.
هذه الأسباب وغيرها تبينها الدكتورة وسام قباني مدرّسة الأدب والنقد في جامعة دمشق-كلية الآداب في لقائها التالي:
• لماذا الاتّجاه في الدّراسة الأكاديميّة إلى الأدب الأندلسيّ؟ ألم يستنفد الدّارسون ما فيه من جوانب إبداعيّة.؟
•• الآداب العربيّة قِطعٌ من الرّياض، كلّ روضة لها نبتها وأزاهيرها، وقد جذبتني أشعار الأندلسيين بوصفها أغنياتٍ ميّزت أصواتاً اختلفت إلى حدٍّ كبير عن أصوات الشّعراء في العصور الأخرى، إذ انتقلت الحضارة العربيّة في الأندلس إلى ساحات من الجمال والبهاء والرّوعة حين وجد العرب أنفسهم في جنّةٍ غنّاء تختلف عن جنان بلادهم. فسبَحتْ أخيلتهم في فضاءات لا تتناهى، وتركوا شعراً أنيقاً، ولغة ساحرة أثّرتْ فيَّ تأثير السّحر.
هناك سببٌ آخر يدفعني إلى الغوص في بحار الأدب الأندلسيّ، وهو إيماني بأنّ هذا الأدب لم يأخذ حقّه الكافي من البحث والدّرس والتّحليل. فمثلاً هناك مخطوطات أندلسيّة قيّمة لمّا تُحقق بعد.
• يُلاحظ احتفاؤك بتحقيق الكتب الأندلسيّة. هل من جديد في جعبتك؟
•• صحيح فأنا مهتمّة بالتراث العربيّ، ولاسيّما الأندلسيّ، حاليّاً لديّ كتاب جديد قيد الطّباعة بعنوان (قطوف أندلسيّة)، وقد حاولتُ فيه إضاءة معالم ثقافيّة حضاريّة أندلسيّة مهمّة، من مثل: علم الفلك، والأمثال الشّعبيّة، والمائدة الأندلسيّة.
كما أنني أعمل - حاليّاً- على تحقيق مخطوط أندلسيّ بعنوان (رسائل الانتقاد) لابن شرف القيروانيّ، وآملُ أن يبصر النّور قريباً.
• ثمّة من يرى أنّ الأدب الأندلسيّ كان جذراً للإبداعيّة العربيّة، ولا سيّما في التّماهي مع الطّبيعة. هل من جديد لدراستك في هذه النّاحية؟
•• إنّ الأدب الأندلسيّ يحتلّ واسطة العقد في الآداب العربيّة، فهو يحمل طابع الأصالة والتّجديد معاً. والأشكال الأدبيّة الأندلسيّة الجديدة (الموشّح - الزّجل) تُعدُّ تطويراً للأدب العربيّ.
كما أنّ الأندلس فضاء تلاقحت فيه الثقافة العربيّة الأصيلة بالثقافات الأوروبيّة، ونجم عن ذلك أدبٌ جديد تتمثّل الجِدّة فيه بموضوع الطبيعة الذي توسّع فيه شعراء الأندلس بصورة توشك أن تفوق شعراء الرّومانسيّة في العصر الحديث.
الطّبيعة في الأدب الأندلسيّ لوحة متكاملة ناطقة،وكانت لي وقفات عديدة مع الطّبيعة الأندلسيّة الخلابة التي ألقت بظلالها على معظم الأغراض الشّعريّة الأندلسيّة. فمثلاً في كتابي (الدّر المنضود من أدب الفردوس المفقود) تحدّثتُ عن (شعريّة الماء) لدى أهل الأندلس، فالماء له طابعٌ قدسيّ. فكيف إذا كنّا في رحاب الأندلس، ذلك الفردوس البهيّ الذي شاءت له الأقدار أن يرتسم في هيئة (شبه جزيرة) غنّاء، تحفّها المياه من جهاتها الثلاث، وتُظلّلُها عرائس السّحاب فتزيد حُسنها أناقة.
• هل يمكن البحث عن صلة بين شعراء التّروبادور والشّعر الأندلسيّ ؟
•• شعراء التروبادور ظهروا في جنوبي فرنسا في القرن العاشر الميلاديّ. وهناك صلة وثيقة بينهم وبين الشّعر الأندلسيّ؛ فممّا لاشكّ فيه أنّ الأغنية الشعبيّة الأندلسيّة قد أثّرتْ في الشّعر الأوروبيّ، فشاع ما يسمّى بالشّعر البروفنسيّ الذي كان ينشده التروبادور، أي (المغنّون الجوّالون) في جنوبي فرنسا وإيطاليا وإسبانيا وغيرها من البلدان الأوروبيّة.
وقد تردّدت في أشعار التّروبادور الكثير من المعاني العربيّة من مثل: خضوع المحبّ - قسوة المحبوبة - الحبّ من أوّل نظرة - الرّسول بين العاشقين - الرّقيب والواشي والعاذل - الغزل الصّوفيّ.
كما تأثر التروبادور بفنّ الزّجل الأندلسيّ، - ولاسيّما أزجال ابن قزمان -وقد نسجوا على منواله فنّاً عُرِفَ عندهم بفنّ (الألبا).[/rtl]
[rtl]• ما بين النّزعة الإنسانيّة في الشّعر الأندلسيّ وتصحّر الحالة الإبداعيّة الآن. هل نبحث عن أسباب؟
•• الأدبُ الأندلسيّ أدبٌ عريق له تاريخ تلقٍ طويل، وقارئ الشّعر الأندلسيّ يجد نفسه مفتوناً بأدبٍ ثرّ نظم شعراؤه كلِمَهم درراً، وعبّروا عن مشاعرهم تجاه الوطن، الطبيعة، المرأة، بكل شفافية وجمال.
أمّا في عصرنا الحديث، فنلحظ جموداً يلفّ الحالة الإبداعيّة،ربّما لأنّ الشّعراء الذين مضوا في مجال الحداثة الشّعريّة لم يكونوا - في الغالب - من ذوي المواهب الشّعريّة الكبيرة، فسُلِّطَ على الشّعر الحديث أناسٌ لا يفقهون معنى الشّعر، وهذا أسهم في حال الغربة الذي تعيشه القصيدة الحداثيّة في هذا العصر.
فالجمهور اليوم في أغلبه ينفر من القصيدة الحداثيّة، لأسباب كثيرة منها أنّ النّقدَ الأدبيّ قصّرَ في تقديم الظاهرة الحداثيّة تقديماً لائقاً للقارئ المعاصر، وقصّر أيضاً في الحديث الوافي عن قيمة شعر الحداثة.
• نزار قبّاني أحد أكثر الشّعراء إثارة للجدل في الوطن العربيّ. ما المميّز في تجربة نزار الشّعريّة؟
•• نزار له حضور هائل في الثقافة العربيّة، بل والعالميّة لأنّه شاعر إيقاعيّ بامتياز. أيضاً نزار جدّد في اللغة الشّعريّة، فهو قادر على تحويل الكلمات اليوميّة التي تدور على ألسنة العامّة إلى قصيدة، لقد جعل من الشّعر خبزاً يوميّاً، يقول مثلاً:
دعيني أصبُّ لكِ الشّاي،
أنتِ خرافيّة الحسن هذا الصّباح،
دعيني أصبّ لكِ الشّاي، هل قلتُ إني أحبكِ؟
هل قلت إني سعيدٌ لأنك جئتِ..
الفيلسوف الشّهير (فيشر) يقول: نحن نشعر بالاستسلام لكلّ ما هو رقيق.
وشعر نزار فيه رقّة وجماليّة.. يقول:
حملَ الزّهورَ إليَّ كيف أردّه.. وصِبايَ موسومٌ على شفتيه..؟!
منتهى الجمال عندما انتقلت الرّقّة من الزّهرة إلى المرأة.
• هل النّقد الأدبيّ المعاصر يقوم بواجبه إزاء ما يُكتب من شعر؟
•• حقيقةً النّقد مقصّرٌ، وأبرز أسباب التّقصير أنْ ثمّة شلليّة في هذه المسألة، بمعنى أنّ النّاقد اليوم يُسلّط الضّوء على نتاجات شعريّة ينتجها أصدقاؤه، أو أحبابه، أو المتنفّذون الذين لهم صولة وجولة. أمّا التّجارب الحقيقيّة فتظلّ - غالباً - بعيدة عن أضواء النّقد.
لا يوجد نقدٌ موضوعيٌّ جادٌّ يتناول التّجارب الأدبيّة الجادّة، والأمثلة في المشهد العربيّ كثيرة.
وجدير ذكره أن؛ الناقدة وسام قباني حاصلة على شهادة الدكتوراه في الأدب الأندلسي والمغربي، عضو في اتحاد الكتاب العرب، صدر لها:- عامريات ابن دراج القسطلي، - تجليات قصة يوسف في الشعر الأندلسي، - بين الثابت القرآني والانزياح الشعري، - فلسفة الجمال بين تأريخ الواقع وتأويل الخيال، - الاعتذار في الشعر الأندلسي، - الرؤيا والتشكيل، - الدر المنضود في أدب الفردوس المفقود، - المختار من ثمار القلوب، - ابن عساكر محدث الشام ومؤرخها الأكبر، - فصل الخطاب في بلاغة الجواب، * إضافة إلى عدد من المقالات في الأدب والنقد وعلم الجمال.[/rtl]
أ. د. جمال بن عمار الأحمر- رئيس منظمة الشعب الأندلسي العالمية
- الجنس :
العمر : 64
تاريخ الميلاد : 22/02/1960
تاريخ التسجيل : 02/05/2009
عدد المساهمات : 2938
نقاط الشكر على الجدية الأندلسية : 3
نشاطه في منظمة ش الأندلسي ع : 4879
العمل/الترفيه : أستاذ جامعي. مؤسس في حركة إسلامية قوية في نهاية السبعينيات. وسياسي قديم. ومرشح برلماني سابق
هيثم العبيدي- قائد في القضية الأندلسية المعاصرة
- الجنس :
تاريخ التسجيل : 30/01/2011
عدد المساهمات : 21
نقاط الشكر على الجدية الأندلسية : 15
نشاطه في منظمة ش الأندلسي ع : 51
مواضيع مماثلة
» احتفاء بذكرى مرور ألف سنة على وفاة المجريطي.. ، د. محمد جمال طحّان
» قصيدة نزار قباني في الاندلس
» فتح باب البحث عن الأنساب الأندلسية
» قصيدة نزار قباني في الاندلس
» فتح باب البحث عن الأنساب الأندلسية
منظمة الشعب الأندلسي العالمية World Organization of Andalusian People :: علوم الأندلسيين القدامى-ANCIENT ANDALUSIANS’ SCIENCES - CIENCIA ANDALUZA – SCIENCES DES ANCIENS ANDALOUS :: الأدب شعر ونثرا
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الثلاثاء 15 أكتوبر 2024, 12:57 من طرف محمدي بن يحي
» حمل المئات من كتب النحو والصرف والإعراب (أمهات الكتب)
الثلاثاء 15 أكتوبر 2024, 12:55 من طرف محمدي بن يحي
» ألقاب عائلات أندلسية في الجزائر
السبت 24 أغسطس 2024, 02:42 من طرف أ. د. جمال بن عمار الأحمر
» Ansys Electromagnetics Suite 2024 R1
الثلاثاء 27 فبراير 2024, 02:43 من طرف dlhtserv
» لقب: خلـــيفة، بالشرق الجزائري
الجمعة 06 أكتوبر 2023, 23:06 من طرف أ. د. جمال بن عمار الأحمر
» مسرحية (ولادة)، علي عبد العظيم (نالت الجائزة الأولى للتأليف المسرحي من وزارة الشؤون الاجتماعية، بمصر)، 1948م
السبت 05 أغسطس 2023, 17:22 من طرف أ. د. جمال بن عمار الأحمر
» WSDOT BridgeLink v7.0.1.0 English 64-bit
الجمعة 19 مايو 2023, 14:52 من طرف dlhtserv
» UniSoft GS UniSettle v4.0.0.58 English 32-64-bit
الجمعة 19 مايو 2023, 14:50 من طرف dlhtserv
» UniSoft GS UniPile v5.0.0.60 English 32-64-bit
الجمعة 19 مايو 2023, 14:48 من طرف dlhtserv