حوار مع المديرة العامة للبيت العربي بمدريد (خيما مارتن مونيوث)

حوار مع المديرة العامة للبيت العربي بمدريد (خيما مارتن مونيوث)
محمد عبد الكافي
خيما مارتن مونيوث: أنجزنا الكثير ومازال أمامنا المزيد
19/08/2009 07:28:33 ص
المديرة العامة للبيت العربي بمدريد" خيما مارتن مونيوث"

المديرة العامة للبيت العربي بمدريد (خيما مارتن مونيوث): "نسعى إلى فتح مجال أوسع وبيتنا فضاء للتعايش وللتعارف".

إن المتحدث مع المديرة العامة للبيت العربي بإسبانيا (الدكتورة خيما مارتين مونيوث) أو بالأحرى السامع لحديثها وهي تشرح برامج وغايات وأهداف المؤسسة التي تديرها بكل جدارة وحزم، لابد له من أن يستمع وينصت فيعجب ويذهل لأنه يكتشف حماسا بلا مثيل وإرادة كلها حزم وتصميم ويلمس نشاطا يفوق الصّعاب ويتعداها.

هي مستعربة إسبانية درست وكرّست كل مسيرتها لدراسة ما له علاقة بالعالم العربي المعاصر داخل إطار السوسيولوجيا. هي إنسانة مقتنعة تماما بأنه من الضروري العمل كثيرا وتخصيص كثير الوقت وعظيم الجهد للعلاقات بين العالم الغربي والعالم العربي الإسلامي.

س1- لماذا درست العربية؟

ج1- حدث لي ما يحدث للجميع. فالطالب يأتي إلى الجامعة وهو لا يعرف حقا ما يريده وأي اتجاه يسلك لكن شيئا فشيئا تكتشف الدروب. وأنا بمجرّد الصدفة سلكت طريق العربية. كان عليّ إضافة مادة اختيارية إلى مواد دراستي فوقعت على تلك المتعلقة بإسلام القرون الوسطى فاخترتها فضوليا لأني لم أكن أفكر في القيام بدراسات عربية إسلامية. أعجبتني المادة كثيرا فواصلت السير في ذلك الاتجاه بأخذ مواد اختيارية أخرى حول الأندلس وكل ما له علاقة بالعرب وشيئا فشيئا عرفت أن ذلك هو اتجاهي وأول ما يفرضه عليّ هو معرفة البلدان العربية فذهبت إلى مصر في بعثة دراسية لثلاثة أشهر فاكتشفت العالم العربي الإسلامي بالقاهرة، فعدت منها وأنا مصمّمة على القيام بالدراسات العربية ومواصلة السير فيها.

س2- ألم تدرسي في بلدان عربية أخرى؟

ج2- بغية التعلم قمت بما يقوم به المستعربون عامة في كامل أوربا فانتسبت لمعهد بورقيبة للغات بتونس، ثم درست بالقاهرة عدّة مرات كما قمت برحلات دراسية صيفية مركزة في سوريا والأردن بمعني أننا كنا نذهب لنتعلم لكن لنعرف ونتعرّف أيضا.

س3- ومشروع البيت العربي؟

ج3- البيت العربي صغير السن فثلاث سنوات ليست شيئا في عمر مؤسسة مثل هذه. لكن رصيدها وما حصدته حتى الآن كثير وملفت للنظر.

س4- لم يرجع كل هذا؟

ج4- هذا يعود أولا وأساسا لوجود وزير خارجية "ميغال أنخل موراتينوس" الذي بث حماسا عظيما لإنشاء ولتعزيز هذه المؤسسة فكانت عنايته المفتاح الأساسي. ثم إن كامل الفريق العامل داخل البيت العربي له ميل واقتناع بفائدة وضرورة القيام بهذا العمل بحيث أن التفاني والحماس أصبحا المفتاح الثاني لانغماسنا كليا في هذا المشروع.

س5- نعرف أن هذا المشروع يرمي لتحسين التعرف على العالم العربي اجتماعيا وثقافيا واقتصاديا. أين السياسة في كل هذا؟ هل لها دور هي الأخرى؟

ج5- إن الأهداف الأساسية للبيت العربي نستطيع تلخيصها في ثلاثة مستويات: الأول هو النشر والإبلاغ والتعريف تعريفا صادقا بكل ما له علاقة بالعالم العربي كي يتم إصلاح كل الصوّر الخاطئة المشوهة وتصحيح أو إزالة القوالب المسبقة المكوّنة عن كل ما هو عربي نتيجة الجهل وقلة المعرفة. المستوى الثاني هو المخصّص للدراسات والبحوث حول مواضيع ومواد اجتماعية سياسية اقتصادية تتعلق بالبلدان العربية. المستوى الثالث هو أيضا كبير الأهمية إذ يجعل البيت العربي آلة دبلوماسية عامة في التحرّك الإسباني الخارجي أي أننا نساهم ونعمل مع وزارة الخارجية وغيرها من المصالح العمومية الإسبانية كي نرافق ونعزز العمل الخارجي الإسباني في علاقاته مع البلدان العربية في المجال السياسي الدبلوماسي والمجال الاجتماعي والاقتصادي.

س6- كيف يمكن احتضان نشاطاتكم المكثفة؟ وكيف يستقبل الجمهور كل هذا؟

ج6- هو تكريس جهد، شعور بنداء باطني للقيام بعمل مهم عظيم، هذا مع العلم أن البيت العربي له مقرّان، مدريد وقرطبة، لذا فإن العمل يقوم به فريقان. فالنشاطات التي تنجز بقرطبة وكامل الأندلس هي نتاج عمل الفريق هناك، ثم تنفذ من طرف فريق مدريد والعكس صحيح. لذا فتوافر الجهود مضمون. لكن يجب إبداء الشكر للوزير موراتينوس، لأنه لا ينجز مشروع ضخم وحسن يستجيب للأهداف الضرورية المهمة جدا المتمثلة في تكريس الجهد للعالم العربي دون الحصول على وسائل مالية وبشرية.

س7- العالم العربي هذا، هل يتجاوب مع ما تقومون به؟

ج7- العالم العربي يتجاوب. وإن أحد الخطوط التي نحن بصدد تقويتها شيئا فشيئا هي إعداد برامج بالاشتراك مع مؤسسات محلية بالبلدان العربية. ثم إن الأشياء التي استطعنا إنجازها حتى الآن قوبلت بتجاوب جدّ إيجابي. هذا يعني أن المجتمع العربي والجمهور العربي له أيضا اهتمام عظيم للتعرف على هذه المؤسسة ومعرفة حقائق كثيرة عن واقع بلدان عربية أخرى. هنا دور هام وضروري أيضا يقع على كاهل البيت العربي. فكما تعرف تبدو العلاقات جنوب / جنوب غير قوية أحيانا.

س8- وأين تكمن الصعوبات في كل هذا؟ الحواجز والسياسات؟

ج8- أقول لك بكل صدق وصراحة أنه خلال السنتين والنصف، عمر هذه المؤسسة، وفي ما قمنا به هنا في إسبانيا أو أنجزناه بالبلدان العربية، أو بأمريكا اللاتينية حيث نقدم برامجنا أيضا، لا يمكنني مع حسن الحظ أن أشكو أي نوع من النزاع أو العراقيل التي تحول دون إنجاز هذا أو ذاك من المشاريع والبرامج. لم نجابه أية عرقلة. هناك طبعا مشروع أصعب من آخر وبرنامج أكثر سهولة من غيره لكن المهم أن ليس هناك عراقيل ولم نجابه خلافات.

س9- كم أنا سعيد لسماع مثل هذا الكلام. والمستعربون؟ هل يساهمون في نشاطاتكم؟

ح9- نعم. لنعلم أن الفريق العامل بالبيت العربي متعدد التخصصات فمن بين أفراده مهنيون مختلفو التكوين و التخصصات الجامعية. بعضهم مستعربون مثلي لكن هناك آخرون متخصصون في العلوم الاقتصادية مثلا تخصصا لبلد أو أكثر من البلدان العربية. آخرون متخصصون في العلاقات الدولية بتخصص مع العالم العربي بالذات. فالاستعراب موجود أولا في الفريق العامل بالبيت العربي نفسه ثم هناك تعاون مع آخرين فنجد منهم مستشارين للبيت العربي ضمن مجلس يضم 30 أو 40 شخصا منهم عرب وإسبان وأوروبيون آخرون. ثم إن برمجتنا تشمل المستعربين كمحاضرين وأصحاب مشاريع. والبيت العربي يمنح جائزة للباحثين منهم. فالعلاقة جيدة ونشيطة ثم إن حركية البيت العربي هي بدون شك تأييد وتوطيد الاستعراب في إسبانيا وهو أمر لازم.

س10- وهل صحيح أنك وفريقا من أعوانك ستزورون القيروان حاملين شريط المورسكيين وفرقة موسيقية؟

ج10- نعم. لدينا هذا البرنامج. فهذه السنة 2009 تصادف المائوية الرابعة لطرد المورسكيين ولذا فهي مناسبة تاريخية مهمة جدا بغية استرجاع الذاكرة التاريخية واستنتاج العبر اللازمة. فالبيت العربي إذن أعد برمجة مهمة جدا مخصصة للتعريف بهذه العملية وشرح ما كانت عليه. وقد أنتجنا شريطا طويلا خياليا مبنيا على قواعد تاريخية كي ننشر ما هي الظاهرة الإنسانية التي تعرض إليها هؤلاء الأسبان من أصول عربية الذين تمّ إجلاؤهم.. وبما أن القيروان هي هذه السنة عاصمة الثقافة الإسلامية فسنحمل إليها برنامجنا لأن تونس هي البلد العربي الأكثر رمزية أو تمثيلا للقضية المورسكية وهي التي اندمج فيها ما هو مورسكي فطبع تراثها.

س11- وليبيا، هل تدخل في برنامجكم؟

ج11- نعم، وكل البلدان العربية داخلة في إطارنا حتى أنه أحيانا يشمل بعض العالم الإسلامي غير العربي ولو أن مركز تحركنا يقع أصلا في البلاد العربية. لكن هذا لا يمنع أن يكون هناك برامج تتعلق مثلا بالشرق الأوسط فتدخل بلدان أخرى كتركيا مثلا التي تهمنا كثيرا أو إيران وهي فاعل مهم في المنطقة. إن هناك عناصر وآليات تحليل في برامجنا تجعل كل المقاسات أو الأبعاد الإسلامية تهمنا. لنا أيضا برامج عن المسلمين في الغرب أي كل الحقائق المتعلقة بالمسلمين الذين يعيشون في أوربا وفي أمريكا وبهذا الصدد من المهم جدا أخذ كل المكونات في الاعتبار أي أننا سنطرح برامج ذات مجال فسيح جدّا جغرافيا وهذا مهم بالنسبة للبيت العربي. ففي الخريف القادم سنقدم برنامجا، أظنه مهم جدا ومفيد، نقدمه بالتعاون مع (معهد ثربانتس بنيويورك).

س12- هل لك من كلمة تختمين بها هذا اللقاء مع قراء جريدة العرب؟

ج12- أولا شكرا جزيلا، (قالتها بالعربية)، ثم إن البيت العربي فضاء عمومي مشترك بين الجميع وللجميع. هو ليس بيتا للإسبانيين فقط أو مقصورا على العرب دون سواهم أو موقوفا على الغربيين أو خاصا بالمسلمين، لا، هو فضاء عمومي حيث يجب أن نكون جميعا فضاء تعايش وتعارف.

http://www.alarabonline.org/index.asp?fname=\2009\08\08-19\445.htm&dismode=x&ts=19/08/2009 07:28:33

الأحد	الإثنين	الثلاثاء	الأربعاء	الخميس	الجمعة	السبت
					1	2
3	4	5	6	7	8	9
10	11	12	13	14	15	16
17	18	19	20	21	22	23
24	25	26	27	28	29	30