شكر واجب

بسم الله الرحمن الرحيم
اخى الفاضل الدكتور جمال الاحمر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اما بعد ،
اشكركم على سرعة اجابتكم على رسالتى واستجابتكم لاقتراحى ، ومهما يكن الامر وما فيه من صعوبة فإن طريق الالف ميل يبدأ بخطوة ، وعلى الرغم ايضا من أن طريق الالف ميل هذا فى بلداننا يبدأ بخطوة السلحفاة فإن الامل باق ان شاء الله وأن لم نتمكن نحن من الوصول فسوف يصل ابناؤنا أو أبناء ابنائـِنا لا شك فى ذلك ، أما من ناحية الادعاء الشفهى فمهما يكن فهو فى الحقيقة لا ينبثق من فراغ ، وانما يأتى من عوامل نفسية داخلية حقيقية تدفعه الى التصريح بذلك ولاسيما ان كان اسباني الجنسية ، فلقد امضوا قرونا يخفون ذلك ، ولا بأس من استقطاب هذا الفوضوى الشيوعى ، فقد مضى على الاجداد وقتا عصيبا تحت نير الظلم ونيران المحارق وما لا قوه من أهوال تجعل الحليم حيرانا وتدفع كل صاحب عقيدة الى التخلى عنها للنجاة بروحة الا من رحم ربى ، فالزمان المتأخر فى الاندلس وانت اخى الكريم خير العارفين لم يكن فيه من أمثال شجاع الاسلام عمار بن ياسر ، ولا بطلة نساء الاسلام سمية أمه رضى الله عنهم اجمعين ، نسأل الله تبارك وتعالى أن يمن علينا ببعض من صلابتهم وقوة عزيمتهم ، فلا عجب ان يتخلى بعض من مسلمى الاندلس عن الانتماء الى أى عقيدة ليثبتوا لغرمائهم أنهم ليسوا من اهل الاسلام ولا غير الاسلام ، يعنى بالبلدى كده ، يريدون أن يرسلوا للاخر رسالة مفادها : سيبونا فى حالنا فنحن لسنا معكم ولا عليكم فقد تخلينا عن كل ما يسمى عقيدة .. لكن اخى الكريم ، كثيرا ما نجد أن المكنون الفطرى يظل متخفيا فى داخل النفس انتظارا لفرصة قد تواتيه فتنجيه من عذاب أليم فى آخرته ، هذه الفرصة التى قد تسنح له يوما وتمكنه من الاعلان صراحة ودون خوف عن هذا المكنون الخفى .، وها قد لاحت فى زماننا هذا بوادر هذه الفرصة لا سيما بعد انكسار بعض القيود التى ظلت لقرون تنتمى الى فكر محاكم التفتيش القبيحة .
لقد ذكرتنى فى ردك هذا بقصة حقيقية عاصرتها بنفسى ، وكتبت عنها فى مجموعتى القصصية الاخيرة ( اشباح قلعة قايتاباى ) وتدور احداثنا حول شخص كان يشغل مركزا دبلوماسيا مرموقا قال لى ذات يوم انه يشعر فى كثير من الاحيان أن هناك دماءٌ عربية اسلامية تجرى فى عروقه ، لكنه قال لى ذلك سرا وليس جهرا خوفا من أن يفقد منصبة الكبير ويجنى الاضهاد والملاحقة ، فى وقت كان الاعلان عن تصريح مثل هذا يكلف صاحبه الكثير ، ومرت الايام والسنون ، وفوجئت به بمحض الصدفه يصلى الى جوارى فى اكبر مساجد الاسكندرية ، ولسوف تجد إن شاء الله قصته تلك قريبا فى منتدانا هذا . مع اطيب تحياتى وخالص مودتى ،،،

أخي الحبيب الأستاذ صلاح

1- إي والله، لقد أحسست بالرسالة النفسية التي أرسلت لي حضرتك.

2- لا زالت قصصك تسحرني، أنت الذي عشت واقعا متميزا في أسبانيا والأندلس. فضلا عن مساهماتك في الإبداع الأدبي. ونحن في انتظار جديدكم دائما، لا حرمنا الله منها.

3- موافقة لاقتراحك الكريم؛ فإن الباب مفتوح لكل من يسأل عن أصله الأندلسي.

4- معك حق أن محاكم التفتيش هي أبشع ما رأى الإنسان في التاريخ. وكان ضحاياها هم المسلمون الأندلسيون الذين لا صريخ لهم، ولا هم يُنقَذون آنذاك، في زمن الخلافة، ودول المغرب الإسلامي، كجزيرة يحاصرها البحر من جهة والصليبيون من أخرى.

الأحد	الإثنين	الثلاثاء	الأربعاء	الخميس	الجمعة	السبت
					1	2
3	4	5	6	7	8	9
10	11	12	13	14	15	16
17	18	19	20	21	22	23
24	25	26	27	28	29	30

شكر واجب

شكر واجب

رد: شكر واجب

رد: شكر واجب